بعد Mistral AI…المغرب يتجه نحو شراكة مع OpenAI لتطوير منظومة ذكاء اصطناعي وطنية

كشفت وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمال الفلاح سغروشني ، عن مباحثات مع شركة OpenAI الأمريكية الشهيرة، التي تقف وراء النموذج اللغوي العالمي “ChatGPT”.
اللقاء الذي جرى في سان فرانسيسكو على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ركز بشكل أساسي على محاور تعاون استراتيجي.
ووفقًا لبيان رسمي للوزارة، دار النقاش حول دعم البحث والابتكار في المغرب، بالإضافة إلى أهمية تطوير منظومة ذكاء اصطناعي تتوافق مع الخصوصيات الاجتماعية والثقافية للمجتمع المغربي.
هذا المسعى يهدف إلى ضمان تطبيق التكنولوجيا بأسلوب يحترم الهوية المحلية ويلبي الاحتياجات الوطنية بشكل فعال.
يُشكل الذكاء الاصطناعي حجر الزاوية في استراتيجية “رقمنة المغرب 2030” التي تسعى إلى تسخير التكنولوجيا لتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
الأهداف واضحة: تسريع رقمنة الخدمات العامة والخاصة، جذب كبار اللاعبين الدوليين، دعم الشركات الناشئة المحلية، وتوفير البنى التحتية والكفاءات الضرورية.
كما تولي الاستراتيجية أهمية قصوى لـ تعزيز سجلات البيانات، وتوسيع استخدامات الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والقطاع الخاص، مع الأخذ بعين الاعتبار التحديات القانونية والاجتماعية والأخلاقية المصاحبة لهذا التطور.
وقبل هذه المباحثات بأيام قليلة، تحديداً في 12 شتنبر ، كان المغرب قد وقع مذكرة تفاهم هامة مع الشركة الفرنسية الرائدة Mistral AI. تهدف هذه الشراكة إلى صقل وتنمية الكفاءات المحلية في قطاع الذكاء الاصطناعي من خلال التدريب، والبحث التطبيقي، ونقل الخبرات.
الاتفاقية مع Mistral AI تركز كذلك على دعم نمو النظام البيئي الوطني، وتشجيع الشركات الناشئة والمشاريع الصناعية التي تقدم حلولاً قائمة على الذكاء الاصطناعي ومصممة خصيصاً لتلبية متطلبات السوق المغربية.
والأهم، هو التركيز على الاستخدام الأخلاقي والشامل للذكاء الاصطناعي، لضمان حماية البيانات وبناء الثقة اللازمة لدى المواطنين والمؤسسات في هذه التقنيات الجديدة.
بهذه الشراكات الطموحة والاستراتيجية، يرسخ المغرب موقعه كلاعب إقليمي يسعى إلى الاستفادة القصوى من ثورة الذكاء الاصطناعي لتحقيق قفزة نوعية في مسيرته نحو التحول الرقمي الشامل.