المغرب يرسّخ مكانته في الاقتصاد الأزرق خلال منتدى أوييراس بلو تك أوشن 2025

شارك المغرب خلال الأسبوع الجاري في فعاليات منتدى “أوييراس بلو تك أوشن 2025” المنعقد بمدينة أوييراس البرتغالية، والذي خُصص لمناقشة الابتكار البحري، إزالة الكربون من الموانئ، وتعزيز أوجه التعاون بين القارات في مجال الاقتصاد الأزرق.
وشهد المنتدى حضوراً رفيع المستوى من مسؤولين حكوميين، وممثلين عن مؤسسات اقتصادية، وخبراء من أوروبا وإفريقيا وآسيا، حيث تركزت النقاشات حول التحديات البيئية للمحيطات، والفرص التي تتيحها التكنولوجيا في مجالات التنمية المستدامة واستغلال الموارد البحرية.
وكان للمملكة المغربية حضور بارز بصفتها صوت القارة الإفريقية، إذ لعبت دوراً محورياً في طرح رؤيتها حول سبل تطوير الاقتصاد الأزرق في ظل السياقات الدولية المتغيرة، لا سيما مع تزايد الدعم السياسي للمبادرات الاستراتيجية المرتبطة به.
ويُذكر في هذا السياق إعلان البرتغال دعمها الرسمي لمقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، واعتباره حلاً جاداً وذي مصداقية للنزاع الإقليمي.
وفي مداخلة له خلال المنتدى، استعرض محمد جيفر، مدير المركز الجهوي للاستثمار بجهة العيون الساقية الحمراء، الإمكانات الاقتصادية الغنية التي تزخر بها الأقاليم الجنوبية للمملكة، مسلطاً الضوء على القطاعات الصاعدة مثل تربية الأحياء البحرية، والتكنولوجيا الحيوية المرتبطة بالبحر، إلى جانب تطوير البنيات التحتية للموانئ.
وأكد جيفر أن هذه المجالات تُعد محركات استراتيجية لدعم الاقتصاد الأزرق، تماشياً مع الرؤية الوطنية للتنمية المستدامة والمتكاملة.
كما أشار إلى أن الدينامية الاستثمارية في الأقاليم الجنوبية تستند إلى النموذج التنموي الجديد الذي أطلقه الملك محمد السادس سنة 2015، والذي وفّر إطاراً شاملاً لتسريع وتيرة الاستثمار وتعزيز الاستقرار المؤسساتي.
واعتبر أن هذا النموذج ساهم في خلق بيئة استثمارية واعدة تقوم على تحديث البنى التحتية ودعم القطاعات المبتكرة، وهو ما يجعل من الأقاليم الجنوبية منصة اقتصادية ذات إشعاع متزايد على المستويين الإفريقي والأطلسي.