المغرب يتربع على عرش إنتاج العسل العربي ويستعد لغزو الأسواق العالمية

تربع المغرب على صدارة الدول العربية في إنتاج العسل الطبيعي خلال سنة 2023، محققًا إنتاجًا بلغ 8 آلاف طن، متفوقًا بذلك على الجزائر (6 آلاف طن)، ومصر (4,200 طن)، وسوريا (3,850 طنًا)، وتونس (3,740 طنًا)، وفقًا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).
ويأتي هذا الإنجاز في وقت يشهد فيه سوق العسل العالمي نموًا مستمرًا، حيث وصل الإنتاج الدولي نحو 1.9 مليون طن في العام نفسه، بينما بلغت القيمة السوقية للعسل عالميًا 9.73 مليارات دولار في 2024، مع توقعات بأن ترتفع إلى 15.18 مليار دولار بحلول عام 2033، بمعدل نمو سنوي يبلغ حوالي 5.72%، بحسب تقرير مجموعة إي إم إيه آر سي (IMARC) المتخصصة في تحليلات الأسواق العالمية.
يمتاز العسل المغربي بتنوعه الفريد وجودته المتميزة، نتيجة للتنوع البيئي والمناخي الذي يميز مناطق الإنتاج، من جبال الأطلس إلى السهول والصحراء.
ففي مناطق مثل سوس وميدلت وإفران والريف، تنتج خلايا النحل أنواعًا مختلفة من العسل، منها عسل الزعتر، والسدر، والليمون، والخروب، والدغموس، الذي يحظى بإقبال كبير في الأسواق الدولية بفضل خصائصه العلاجية والمناعية.
ويعتبر خبراء القطاع العسل المغربي أكثر من مجرد منتوج فلاحي؛ فهو مصدر استراتيجي للتنمية القروية، حيث يوفر فرص عمل لآلاف المربين والنحالين ويساهم في تحسين دخل الأسر في المناطق الجبلية والنائية.
و على الصعيد الدولي، تسيطر الصين على نحو 25% من الإنتاج العالمي بما يقارب 500 ألف طن سنويًا، تليها تركيا وإثيوبيا وإيران والأرجنتين، فيما تستحوذ منطقة آسيا والمحيط الهادئ على 37.6% من السوق العالمي.
ورغم أن الدول العربية تظل بعيدة عن صدارة إنتاج العسل وتصديره، يشكل المغرب استثناءً لافتًا بفضل السياسات الداعمة لتربية النحل وتحسين الإنتاج، خاصة من خلال برامج مخطط “الجيل الأخضر” التي تهدف إلى تطوير سلاسل الإنتاج المحلية وزيادة قيمتها المضافة.
يرى محللون أن المغرب يمتلك فرصًا قوية لتطوير صناعة العسل، من خلال اعتماد معايير الجودة، وتعزيز التسويق الدولي، خاصة مع تزايد الطلب العالمي على المنتجات الطبيعية والعضوية.
كما تمنحه القرب الجغرافي من أوروبا ميزة تنافسية لتصدير منتجات العسل المغربي ذات الخصائص الغذائية والطبية الفريدة.
ويؤكد خبراء القطاع أن تطوير صناعة العسل في المغرب يتطلب استثمارات أكبر في البحث العلمي، وتعزيز التسويق، وتنظيم المهنة ضمن أطر تعاونية تضمن حماية المنتج من الغش وتحسين سلسلة القيمة.




