المغرب وأوكرانيا…شراكة اقتصادية واعدة تتجاوز الحبوب

كشف مؤتمر افتراضي جمع رجال أعمال من المغرب وأوكرانيا عن إمكانات هائلة لتطوير العلاقات التجارية بين البلدين، حيث أكد جنادي تشيزيكوف، رئيس غرفة التجارة والصناعة الأوكرانية، على الدور الاستراتيجي للمغرب كبوابة نحو القارة الإفريقية.
هذا التصريح جاء في سياق يرى فيه المسؤول الأوكراني أن موقع المغرب كأكبر خامس اقتصاد في إفريقيا ووجود اتفاقية شراكة بينه وبين الاتحاد الأوروبي، يجعله جسرًا فريدًا للشركات الأوكرانية الراغبة في التوسع.
لم تعد العلاقات التجارية مقتصرة على تصدير الحبوب، التي كانت أوكرانيا أحد أكبر مورديها للمغرب قبل الحرب. اليوم، يسعى البلدان إلى تنويع هذه الشراكة لتشمل مجالات أكثر حيوية.
ويشير تشيزيكوف إلى أن الفرصة سانحة لإقامة مشاريع مشتركة في مجالات الري، والتكنولوجيا الزراعية، والتصنيع الغذائي، مما يعكس تحولًا في طبيعة التعاون من مجرد استيراد وتصدير إلى شراكة استثمارية وتنموية.
اتفق الجانبان، خلال المؤتمر، على خطوتين مهمتين لترسيخ هذه الشراكة: تأسيس مجلس الأعمال المغربي-الأوكراني، وتنظيم منتدى أعمال في العاصمة الرباط قبل نهاية العام الحالي.
هذه المبادرات تهدف إلى تسهيل التواصل بين الفاعلين الاقتصاديين في كلا البلدين وتحديد فرص جديدة للتعاون.
على الرغم من النمو الملحوظ في حجم التبادل التجاري بين البلدين في العامين الماضيين، فإن البيانات الرسمية تشير إلى أن هذا النمو لا يستغل سوى 30% فقط من الإمكانات المتاحة.
ويرى الجانب الأوكراني أن الاستثمارات المغربية في البنية التحتية اللوجستية، وعلى رأسها ميناء طنجة المتوسط، تشكل فرصة ذهبية للمصدرين الأوكرانيين للوصول إلى أسواق جديدة.
ويشير المسؤول الأوكراني إلى أن الروابط الثقافية والعلمية بين البلدين تعزز هذه الشراكة، حيث يشكل الطلاب المغاربة ثاني أكبر مجموعة من الطلاب الأجانب في أوكرانيا، مما أدى إلى بناء جالية مغربية قوية تساهم في تعزيز التفاهم المشترك.