الفضة تتجاوز 40 دولارًا للأوقية مدفوعة بتوقعات خفض الفائدة والطلب الصناعي القوي

ارتفعت أسعار الفضة يوم الاثنين الماضي لتتجاوز حاجز 40 دولارًا للأوقية للمرة الأولى منذ أكثر من 14 عامًا، مدفوعة بتزايد التوقعات بشأن قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة هذا الشهر، مما منح السوق دفعة قوية بعد موجة صعود مستمرة منذ بداية العام.
وسجلت الفضة الفورية ارتفاعًا بنسبة 2.04% لتصل إلى 40.55 دولارًا للأوقية، قبل أن تتراجع يوم الخميس بنسبة 1.7% إلى 41.34 دولارًا.
ويعزو محللون هذا الصعود إلى عطلة البنوك الأمريكية التي قلصت السيولة في السوق، بالإضافة إلى توقعات خفض الفائدة وشح المعروض من المعدن.
وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في بنك ساكسو: “تجاوزت الفضة 40 دولارًا للأوقية لتسجل أعلى مستوى لها منذ عام 2011، مسجلة مكاسب بلغت 37.5% منذ بداية العام، مقارنة بارتفاع الذهب بنسبة 31% خلال الفترة نفسها، ما يعكس الدور المزدوج للفضة كأصل استثماري ومعدن صناعي”.
وأضاف هانسن أن هذا الارتفاع ليس بداية اتجاه جديد، بل استمرار لموجة صعود بدأت منذ 2022، مدفوعة بعوامل اقتصادية كلية تشمل التضخم المرتفع والمخاطر الجيوسياسية، فضلاً عن توقعات خفض الفائدة الأمريكية.
أشار هانسن إلى أن الفضة تتميز عن الذهب بوجود طلب صناعي قوي، خصوصًا في مجالات الطاقة الشمسية، السيارات الكهربائية، والإلكترونيات.
ويُتوقع أن يسجل السوق عجزًا هيكليًا هذا العام، مما يحد من التراجعات السعرية حتى في فترات قوة الدولار أو ضعف توقعات خفض الفائدة.
وأوضح أن الفضة تتحرك بسرعة أكبر من الذهب: “في الأوقات التي تدعمها العوامل الاقتصادية الكلية، تحقق مكاسب أعلى، بينما في أوقات تجنب المخاطر تتراجع أكثر، لكنها غالبًا تجد مشترين عند مستويات دعم رئيسية، خاصة بعد تجاوزها منطقة المقاومة السابقة عند 35 دولارًا للأوقية في يونيو الماضي”.
جاء صعود الفضة بالتزامن مع ارتفاع الذهب إلى أعلى مستوى في أربعة أشهر عند 3,483.59 دولار للأوقية، بعد تصريحات تميل للتيسير النقدي صدرت عن ماري دالي، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، والتي عززت توقعات السوق بخفض الفائدة هذا الشهر.
كما ساهمت التطورات الجمركية الأمريكية، بعد أن قضت محكمة استئناف بأن معظم تعريفات الرئيس ترامب غير قانونية، في زيادة الضغوط على الدولار، ما دعم المعادن النفيسة.
تعد الولايات المتحدة أكبر سوق لتداول الفضة، تليها الهند، التي من المتوقع أن تصبح السوق الأكبر قريبًا. وتظل ألمانيا وأستراليا من الأسواق المهمة، حيث يفضل المستثمرون السبائك والعملات المعدنية.
وأشار هانسن إلى أن الفضة تُنظر إليها الآن كأداة تحوط مثل الذهب، وهو ما قد يعزز الطلب من جانب صناديق الاستثمار وصناديق التقاعد والبنوك المركزية، بما يدعم مسارًا صعوديًا طويل الأمد.
رغم صعوبة الوصول إلى المستويات التاريخية عند 50 دولارًا للأوقية هذا العام، إلا أن تحقيق ذلك ليس مستبعدًا إذا واصلت السياسات النقدية التيسيرية وتزامنت مع القيود الجمركية الأمريكية.
ووفق التحليل الفني، يمثل مستوى 44 دولارًا للأوقية القمة التالية التي قد تستهدفها الأسعار، فيما توفر مستويات الدعم قرب 40 دولارًا فرصة للشراء قبل استئناف الاتجاه الصاعد المحتمل. وفي حال تراجع الأسعار دون هذا الدعم، قد يمتد الهبوط إلى مستوى 37 دولارًا للأوقية.