الصين تستبق تقلبات السوق وتُراكم النفط بكميات ضخمة لتعزيز احتياطياتها الاستراتيجية

في خطوة استراتيجية تعكس حذرها من التقلبات المستقبلية في سوق الطاقة، تستعد الصين، أكبر مشترٍ للنفط الخام في العالم، لزيادة وتيرة استيرادها خلال الأشهر المقبلة بهدف تعزيز احتياطياتها من النفط، رغم تباطؤ الطلب الداخلي من جانب المصافي والشركات الصناعية.
ووفقاً لتقديرات شركة الاستشارات “إنرجي أسبكتس”، من المتوقع أن تقوم بكين بشراء ما يصل إلى 140 مليون برميل من الخام لتخزينها ضمن احتياطيات الدولة الاستراتيجية، وذلك خلال الفترة الممتدة من الربع الرابع من 2025 وحتى نهاية الربع الأول من 2026.
هذا الحجم الضخم من الشراء يعادل نحو 780 ألف برميل يوميًا، ما سيبقي واردات الصين عند مستويات مرتفعة، في وقت تتراجع فيه الحاجة التجارية الفعلية، ويشير محللون إلى أن الحكومة الصينية ستستمر في هذه المشتريات طالما بقيت أسعار النفط تحت عتبة 80 دولارًا للبرميل، حسب ما نقلته “بلومبرغ”.
وقد شهد شهر يونيو قفزة ملحوظة في واردات الصين النفطية، حيث بلغت 12.2 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى لها منذ عامين، وجاء ذلك مدفوعًا بصفقات شراء قوية، لاسيما من إيران التي توفر نفطًا بأسعار تفضيلية بعيدًا عن الأسواق التقليدية.
هذه الاستراتيجية تعكس رغبة الصين في بناء جدار حماية من تقلبات أسعار النفط، وتحقيق نوع من “الاكتفاء الاستراتيجي”، عبر استغلال الفجوة بين ضعف الطلب المحلي وأسعار السوق المواتية لتأمين مخزون طويل الأمد.