استثمار صيني بقيمة 130 مليون درهم لإنشاء مصنع أغطية سيارات بالمغرب

في خطوة جديدة تؤكد مكانة المغرب كقطب صناعي واعد على الخريطة العالمية، أعلنت مجموعة Shandong Kuntai New Material Technology Co., Ltd الصينية عن إطلاق وحدة إنتاجية بالمغرب تركز على تلبية متطلبات السوق الأوروبية بشكل رئيسي.
ويأتي هذا القرار في ظل توجه عالمي نحو إعادة ترتيب سلاسل التوريد وتقليص تكاليف الإنتاج، خاصة في ظل التحديات الجمركية والتجارية التي تواجه الصادرات الآسيوية.
وتعكف المجموعة الصينية، الرائدة في صناعة أغطية السيارات، على ضخ استثمار يقدر بنحو 100 مليون يوان صيني (ما يعادل 130 مليون درهم مغربي) عبر فرعها Kuntai Hongjing Ltd الموجود في سنغافورة، لإنشاء شركة مغربية تدير المصنع الجديد.
ويهدف هذا المشروع إلى تقديم منتجات تجمع بين جودة عالية وتكلفة تنافسية في الأسواق الأوروبية.
ويأتي اختيار المغرب مدعومًا بموقعه الاستراتيجي الذي يضعه على مقربة من أسواق كبيرة مثل فرنسا وإسبانيا، إضافة إلى استفادته من اتفاقيات التبادل الحر مع الاتحاد الأوروبي. هذا الموقع يتيح للمنتجات المصنعة في المغرب دخول الأسواق الأوروبية دون رسوم جمركية، مما يخفف من تأثير الحواجز التجارية مثل حقوق مكافحة الإغراق.
وتؤكد الشركة أن التصدير من المغرب يقلص المسافة البحرية إلى أوروبا بنسبة تصل إلى 80% مقارنة بالصادرات القادمة من الصين، وهو ما يقلص تكاليف الشحن بأكثر من 60%، كما يعزز من مرونة الإنتاج ويسرع استجابة المصنع لطلبات السوق الأوروبية.
كما أبرز يوان شوائي، نائب الأمين العام لتحالف الصناعة الذكية في الصين، أن تكاليف الأجور التنافسية بالمغرب مقارنة بدول أوروبا، إلى جانب الحوافز المقدمة للمستثمرين، تشكل عوامل جاذبة لزيادة الاستثمارات الصناعية في المملكة.
وتندرج هذه الخطوة ضمن خطة استراتيجية لمجموعة كونتاي لإعادة هيكلة شبكة إنتاجها العالمية، حيث افتتحت مصنعًا في المكسيك عام 2024، ما يعزز حضورها في آسيا وأمريكا وأوروبا، مع هدف توسيع حصتها في سوق فرش السيارات العالمي الذي يقدر حجمه بين 166 و189 مليار دولار.
وأشار التقرير السنوي للمجموعة إلى أن الصادرات تمثل حاليًا 10.95% من إجمالي معاملاتها، وتسعى لرفع هذه النسبة من خلال توسيع الإنتاج خارج الصين، مع استهداف هامش ربح أعلى في الأسواق الدولية يتجاوز 35% مقابل 25% في السوق المحلية.
وتطمح الشركة لتحويل المغرب إلى قاعدة إنتاج مرنة تلبي متطلبات السوق الأوروبية، مستفيدة من البنية الصناعية المتكاملة للمملكة، خاصة في قطاع السيارات، وجاذبيتها كبيئة ملائمة للاستثمارات الصناعية ذات القيمة المضافة العالية.