الاقتصادية

أسهم الطاقة الأوروبية تستعد لفترة من النمو المستدام مع ضغوط متزايدة على إمدادات النفط

تشير تحليلات حديثة إلى أن قطاع الطاقة الأوروبي قد يكون على أعتاب فترة ازدهار مستدامة، مدعومًا بتحولات جوهرية في معادلة العرض والطلب العالمية.

فوفقًا لتقرير صادر عن “باركليز”، يُتوقع أن يشهد العالم تشديدًا في أسواق النفط اعتبارًا من عام 2026، نتيجة تباطؤ كبير في نمو الإمدادات من خارج منظمة “أوبك”.

ويُقدّر التقرير أن متوسط الإضافات المستقبلية من خارج “أوبك” لن يتجاوز 500 ألف برميل يوميًا بين عامي 2026 و2028، لينخفض لاحقًا إلى مستويات قريبة من الصفر بحلول عام 2030.

ويعود هذا الانخفاض إلى تراجع دور النفط الصخري الأميركي، الذي شكّل طوال العقد الماضي ركيزة أساسية لنمو الإنتاج العالمي، لكنه بدأ حاليًا في التباطؤ نتيجة ارتفاع التكاليف وتقلص المساحات ذات العائد المرتفع.

هذا التغير في ديناميكيات الإنتاج الأميركي يدفع بالمسؤولية إلى دول أخرى كالبرازيل وغيانا، التي يُتوقع أن تضيفا معًا نحو 2 مليون برميل يوميًا بحلول 2030.

إلا أن هذه الزيادة لن تكون كافية لتعويض الانخفاضات الطبيعية في الحقول النفطية الأخرى، إلى جانب بطء وتيرة تطوير المشاريع الجديدة عالميًا.

في المقابل، لا تزال مؤشرات الطلب تبعث على التفاؤل، حيث سجّلت هوامش تكرير المنتجات، وخصوصًا الديزل، ارتفاعات قوية، ما يعكس مرونة في الاستهلاك رغم التباطؤ الاقتصادي العالمي.

كما أن المخزونات العالمية لا تزال عند مستويات متدنية، في وقت بدأت فيه الطاقة الإنتاجية الفائضة داخل أوبك+ بالتقلص، وهو عكس ما كان عليه الوضع بعد 2014.

ويتوقع باركليز أن تنخفض هذه الطاقة الفائضة إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من عقد بحلول عام 2027، مما يعزز فرص صعود أسعار النفط ويضع المنتجين في موقع أقوى.

أما على صعيد أسواق المال، فقد حقق قطاع الطاقة الأوروبي أداءً لافتًا، متفوقًا على مؤشر Stoxx 600 بنسبة 9% بالدولار الأميركي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، وبنسبة 4% منذ بداية العام. وتدعم هذه المكاسب عوامل عدة، منها تحسن التوقعات الربحية، وجاذبية توزيعات الأرباح، وبرامج إعادة شراء الأسهم.

من أبرز الشركات التي يرى باركليز أنها تتمتع بقيمة قوية وأداء مالي مرن: توتال إنرجي، شل، إيني، ريبسول، وبي بي، بفضل تدفقاتها النقدية القوية والتزامها بتوزيعات مجزية. وتبرز شركة ريبسول كسهم زخم بفضل نمو عملياتها في قطاع التكرير والمشروعات الاستكشافية. كما تسجل Var Energi أعلى عائد توزيع بين نظيراتها بنسبة 14%.

أما في مجال خدمات الطاقة، فيرى التقرير فرصًا واعدة لشركات مثل “أدنوك للحفر”، “ساي بيم”، “Subsea7” و”تيكنيكاس روينيداس”، حيث تستعد هذه الشركات لجني ثمار انتعاش محتمل في أنشطة التنقيب في المياه العميقة، مدفوعًا بتأخر تنفيذ المشاريع وعودة شهية الاستثمار لدى المنتجين، خاصة في الشرق الأوسط.

وفي ظل هذا المشهد، قد تبقى أسعار النفط على المدى القصير تحت الضغط نتيجة الزيادات الأخيرة من أوبك+، لكن الصورة على المدى المتوسط تبدو إيجابية للمنتجين، مع احتمالات بروز عجز في الإمدادات خلال العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة إذا واصل الطلب مساره التصاعدي وفقًا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية وأوبك.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى