الاقتصادية

أزمة التوظيف المبكرة تضرب جيل زد: هل اختفت الوظائف كما نعرفها؟

في تصريح لافت من قاعة المؤتمرات، أقر “جيروم باول”، رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بما يعانيه الملايين من خريجي الجامعات: صعوبة العثور على وظائف للشباب حديثي التخرج.

هذه الملاحظة لم تكن عابرة، بل إقرار رسمي بأزمة عميقة تهدد جيلًا كاملًا نشأ في عصر التكنولوجيا والإنترنت.

وأوضح “باول” أن الشباب والخريجون الجدد، إضافة إلى الأقليات، يواجهون صعوبات كبيرة في الاندماج بسوق العمل، مشيرًا إلى أن معدل التوظيف منخفض، كما أن معدل التسريح من الوظائف لا يقل سوءًا.

وأضاف أمام لجنة مجلس الشيوخ في يونيو الماضي: “الذكاء الاصطناعي قد يحل محل العديد من الوظائف، وقد يعزز الإنتاجية ويفتح فرصًا جديدة، لكنه تقنية تحويلية ذات تأثيرات يصعب التنبؤ بها”.

لأول مرة في التاريخ الحديث، تجاوز معدل البطالة بين خريجي جيل “زد” (22-27 عامًا) المتوسط العام للبطالة في الولايات المتحدة، ما يعكس تحديات هيكلية تواجه الجيل الجديد في بدايات مسيرته المهنية، مع صعوبة الحصول على وظائف تتناسب مع مؤهلاتهم الأكاديمية.

خلال صيف 2025، وصف “دويتشه بنك” هذا الفصل بأنه “تحوّل الذكاء الاصطناعي إلى كارثة”، حيث واجهت الشركات صعوبات غير مسبوقة في تبني هذه التقنيات، مما أثر سلبًا على فرص التوظيف للشباب حديثي التخرج.

أظهرت دراسة من المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية أن الشباب يعانون اليوم مستويات أعلى بكثير من اليأس مقارنة بمتوسطي وكبار السن، في تحول تاريخي للعلاقة بين العمر والضغوط النفسية، مما يشير إلى ما وصفه اقتصاديون بأزمة الشباب المبكرة التي تحل محل أزمة منتصف العمر التقليدية.

أظهرت دراسة جامعة ستانفورد بقيادة “إريك برينجولفسون” انخفاض فرص الشباب في المهن المعرضة للأتمتة بالذكاء الاصطناعي منذ أواخر 2022.

وأكدت جمعية إدارة الموارد البشرية أن 67% من الموظفين لاحظوا تراجع رفاهيتهم مقارنة بما قبل الجائحة، مع تأثير أكبر بين الشباب.

حذر “داريو أمودي”، الرئيس التنفيذي لشركة “أنثروبيك”، من أن الذكاء الاصطناعي قد يقضي على نصف الوظائف المكتبية المبتدئة خلال السنوات الخمس القادمة، وهو ما أثار اهتمام الاقتصاديين وصانعي السياسات على حد سواء.

تقلص فرص التوظيف لحديثي التخرج يعني تأجيل خطوات مهمة في بناء الثروة مثل امتلاك منزل، وتغيير عادات الادخار والاستثمار، ما يجعل سوق العمل للمبتدئين نقطة حساسة في مسارات الاستقرار المالي والشخصي للشباب.

باتت الخبرة العملية والمهارات المكتسبة حصانة ضد الاستبدال، في حين تواجه المهارات التقليدية خطر الاستبدال بسهولة، ما يضع جيل “زد” أمام تحديات هيكلية جديدة نتيجة الذكاء الاصطناعي وتأثيره المتزايد على سوق العمل.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى