اقتصاد المغربالشركات

Stellantis تنقل إنتاج Citroën C4 إلى المغرب وتضع القنيطرة في قلب التصنيع الأوروبي

أثارت خطوة مجموعة Stellantis الأخيرة صدمة واسعة في الأوساط الصناعية الإسبانية، بعد إعلان نقل إنتاج الجيل الرابع من سيارات Citroën C4 وC4 X من مصنعها في فيليافيردي – مدريد إلى القنيطرة بالمغرب، ابتداءً من نهاية عام 2029.

ويُعد هذا القرار بمثابة تحول استراتيجي كبير، يضع المغرب في قلب سلسلة الإنتاج الأوروبية للسيارات، مستفيدًا من مزاياه التنافسية التي تشمل اليد العاملة الماهرة والتسهيلات القانونية والحوافز الاستثمارية الجاذبة.

ووفقاً لمصادر صحفية، تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية Stellantis لخفض التكاليف وتعزيز القدرة الإنتاجية، بعد أن سبق للشركة تنفيذ استثمارات ضخمة في مصنعها المغربي لإنتاج سيارات Citroën AMI وFiat Topolino.

ويشير خبراء الصناعة إلى أن المغرب أصبح خيارًا مفضلاً للشركات التي تسعى لتقليل تكاليف الإنتاج مع الحفاظ على جودة تصنيع عالية.

ويواجه مصنع Stellantis في فيليافيردي، الذي أنتج سيارات C4 لعقود، مستقبلًا غامضًا، مع توقعات بإعادة توجيهه لإنتاج سيارات كهربائية صغيرة على منصة STLA Small أو تحويله إلى منشأة تابعة لمصنع Zaragoza الإسباني.

في المقابل، يستفيد مصنع القنيطرة من توسعات ، بما في ذلك إدخال منصة Smart Car وزيادة القدرة الإنتاجية لتصل إلى 535 ألف سيارة سنويًا، ليصبح بذلك على مستوى منافسه الإسباني في Vigo.

ويشير المراقبون إلى أن الانتقال إلى المغرب يتماشى مع التحركات السابقة لـStellantis في أوروبا، التي سعت من خلالها لتوجيه الإنتاج نحو مواقع أقل تكلفة وأكثر مرونة.

وقد سبق للشركة الإعلان عن استثمارات بقيمة 1.2 مليار يورو لتوسيع مصنع القنيطرة، مؤكدةً أن المغرب أصبح لاعبًا صاعدًا في صناعة السيارات بأسعار تنافسية للغاية، حتى مقارنة بالشركات الصينية.

وعلى الرغم من المخاوف الإسبانية بشأن مستقبل مصانع مدريد وزاراگوزا، يرى الخبراء أن الخطوة جزء من التحول الأوروبي نحو تصنيع السيارات بطريقة أكثر اقتصادية واستدامة، دون المساس بكفاءة وجودة الإنتاج.

كما يعكس القرار توجهًا متزايدًا للشركات الكبرى نحو المناطق المتوسطية خارج أوروبا الغربية لتعظيم الربحية والاستفادة من الأسواق الإقليمية.

ويبقى السؤال مفتوحًا حول كيفية استجابة إسبانيا لهذا الانتقال الاستراتيجي، وما إذا كانت ستتبنى سياسات داعمة لصناعتها الوطنية لمواجهة موجة نقل الإنتاج إلى دول منخفضة التكلفة.

وفي الوقت نفسه، يضع هذا القرار المغرب على خريطة صناعة السيارات العالمية، ويؤكد مكانته كمنصة تصنيع متقدمة في شمال إفريقيا وجاذبة للاستثمارات الكبرى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى