شولتس يدعو إلى تعزيز تدابير الاتحاد الأوروبي لحماية صناعة الصلب الألمانية
دعا المستشار الألماني أولاف شولتس إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة من قبل الاتحاد الأوروبي للحد من الإغراق بواردات الصلب، مشددًا على أهمية ضمان مستقبل مستدام لصناعة الصلب في ألمانيا.
و في مقابلة مع مجموعة “فانك” (Funke) الإعلامية نُشرت يوم السبت، صرّح شولتس:
“يجب علينا حماية شركاتنا من الإغراق بالصلب القادم من الخارج. لذلك، أدعو المفوضية الأوروبية إلى التحرك وتقديم حماية أكبر لأوروبا.”
تأتي هذه التصريحات في سياق سعي شولتس لتعزيز شعبيته مع اقتراب الانتخابات المقررة في فبراير، حيث يسعى للفوز بولاية ثانية كمستشار.
و أعلن شولتس عن خطط لعقد اجتماع يوم الإثنين مع ممثلي صناعة الصلب، وذلك بعد إعلان شركة “تيسين كروب” (Thyssenkrupp AG) عن نيتها خفض عدد كبير من الوظائف، وهو ما طالب الشركة بإعادة النظر فيه.
وأشار شولتس إلى احتمال تدخل الحكومة الألمانية لدعم القطاع، ولم يستبعد فكرة تولي الحكومة حصة مؤقتة في وحدة الصلب التابعة لـ”تيسين كروب”.
واستشهد بتجارب سابقة مثل دعم الحكومة لشركة “لوفتهانزا” (Lufthansa) خلال أزمة جائحة كوفيد-19 كأمثلة على التدخل الحكومي لدعم الشركات في أوقات الأزمات.
تواجه صناعة الصلب الألمانية تحديات كبيرة، بما في ذلك فائض عالمي في الإنتاج، وارتفاع أسعار الطاقة، والمنافسة الشديدة من واردات مدعومة، خاصة من الصين.
كما أعلنت “تيسين كروب” في نوفمبر عن خطط لتسريح 5000 موظف، مع نقل 6000 وظيفة إضافية من خلال بيع بعض العمليات أو التعاقد مع مقدمي خدمات خارجيين.
أكد شولتس على أهمية استخدام تدابير وطنية لضمان “أسعار كهرباء مستقرة” لدعم الشركات المصنعة للصلب التي تتجه نحو بدائل صديقة للبيئة. وأضاف:
“الشركات تستثمر حاليًا في تقنيات جديدة للأفران التقليدية تقلل من انبعاثات الكربون. نحن ندعم هذه الجهود بمليارات اليوروهات.”
تأتي تصريحات شولتس في وقت يشهد فيه الاتحاد الأوروبي قلقًا متزايدًا بشأن المنافسة مع المنتجات الصينية المدعومة، سواء في قطاع الصلب أو المركبات الكهربائية، مما يفرض تحديات كبيرة على الصناعات الأوروبية.