تقلبات الذهب وتأثير العوامل الاقتصادية والجيوسياسية: ماذا نتوقع في الأسبوع المقبل؟
أنهت أسعار الذهب تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 2650.35 دولارًا للأونصة، مسجلةً انخفاضًا قدره 2.43%. شهد السوق تقلبات حادة خلال الأسبوع نتيجة لتغيّر العوامل المؤثرة، بدءًا من تراجع الدولار إلى التوترات الجيوسياسية، وصولًا إلى التكهنات حول مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.
ففي بداية الأسبوع، تراجعت الأسعار بفعل جني الأرباح وانخفاض الطلب على الملاذات الآمنة، إلا أن الانتعاش الذي شهدته الأسواق في أواخر الأسبوع يعكس استمرار المخاوف بشأن البيانات الاقتصادية القادمة في الولايات المتحدة وتأثيرها على السياسة النقدية.
تتوجه الأنظار في الأيام القادمة إلى تقرير الوظائف غير الزراعية (NFP) المقرر صدوره يوم الجمعة، حيث يُتوقع أن يكون له تأثير كبير على توقعات سياسة الاحتياطي الفيدرالي.
و في الشهر الماضي، أظهرت البيانات زيادة طفيفة بلغت 12 ألف وظيفة فقط، نتيجة لتأثيرات مؤقتة مثل إعصار ميلتون. ومع ذلك، يتوقع المحللون أن يشهد تقرير نونبر تعافيًا مع تقديرات بزيادة تصل إلى 220 ألف وظيفة، مع استقرار معدل البطالة عند نحو 4.2%.
إذا جاءت بيانات الوظائف قوية، مع انخفاض معدل البطالة، فقد يقلل ذلك من احتمالية خفض الفائدة في ديسمبر، ما قد يؤدي إلى دعم الدولار وزيادة تكلفة الفرصة البديلة لشراء الأصول غير المدرة للعائد مثل الذهب.
و في المقابل، قد تعزز بيانات وظائف أضعف من المتوقع التوقعات بخفض الفائدة، ما قد يضعف الدولار ويدعم أسعار الذهب.
و أظهرت بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية (Core PCE) الأسبوع الماضي استمرار الضغوط التضخمية، ما يعقد قدرة الاحتياطي الفيدرالي على اتخاذ قرار سريع بشأن خفض الفائدة.
رغم ذلك، لا تزال هناك توقعات بتيسير السياسة النقدية، حيث تشير تسعيرات السوق إلى احتمالية بنسبة 66% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في دجنبر .
أداء الدولار سيظل عنصرًا حاسمًا في تحديد اتجاه الذهب. على الرغم من تراجعه في منتصف الأسبوع، أنهى الدولار شهر نونبر على ارتفاع، مدعومًا بتوقعات استمرار الفائدة المرتفعة لفترة أطول.
إذا عززت بيانات الوظائف من التوقعات بسياسة نقدية متشددة، فقد يقيّد ذلك المكاسب المحتملة للذهب.
و على الرغم من انخفاض الطلب على الملاذات الآمنة في بداية الأسبوع بسبب التفاؤل بمحادثات وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، تظل المخاطر الجيوسياسية المستمرة مثل النزاع بين روسيا وأوكرانيا دعامة لأسعار الذهب.
و مع استمرار التوترات في هذه المناطق، يمكن أن يتجدد الطلب على الذهب كملاذ آمن، خاصة إذا تفاقمت المخاوف بشأن الأوضاع العالمية وتحول مزاج السوق نحو النفور من المخاطرة.
من المتوقع أن يظل الذهب في نطاق تداول محدود على المدى القريب، معتمدًا على البيانات الاقتصادية الضعيفة أو تصاعد المخاطر الجيوسياسية.
إذا جاءت بيانات الوظائف غير الزراعية ضعيفة، قد يدفع ذلك أسعار الذهب نحو الارتفاع مع تعزيز التوقعات بسياسات تيسيرية من الاحتياطي الفيدرالي. أما إذا أظهرت البيانات قوة سوق العمل، فقد تساهم في الضغط على الأسعار نحو الانخفاض.
تشير الرسوم البيانية الأسبوعية إلى أن الزخم الصعودي قد يتطور إذا استقرت الأسعار فوق مستوى 2663.51 دولارًا، بينما يشير الهبوط إلى مستويات دون 2631.04 دولارًا إلى مزيد من الضغط الهبوطي.
دعم ومقاومة
الدعم الأساسي: القاع الأسبوعي عند 2605 دولارًا، يليه المتوسط المتحرك لـ 100 يوم عند 2573 دولارًا.
المقاومة الرئيسية: المتوسط المتحرك لـ 50 يومًا عند 2670 دولارًا. وإذا تمكن الذهب من اختراق هذا المستوى، قد يستهدف 2700 دولار.
أعلى مستوى سجل في 25 نوفمبر: 2721 دولارًا سيكون الاختبار التالي.
العوامل المؤثرة على حركة الذهب
خفض الفائدة: تبقى التوقعات بخفض الفائدة داعمًا رئيسيًا للذهب، خاصة في ظل الشكوك المستمرة حول السياسة النقدية الأمريكية.
التوترات الجيوسياسية: تستمر التوترات بين روسيا وأوكرانيا في دعم الأسعار، بينما قد تعزز بيانات اقتصادية أخرى مثل تقرير التضخم في منطقة اليورو أو تقلبات الين الياباني من تقلبات السوق.