المغرب يستهدف إنتاج 1.9 مليار متر مكعب من المياه المحلاة بحلول عام 2030
في ظل التحديات المتزايدة المرتبطة بندرة المياه وارتفاع الطلب على الموارد المائية، يواصل المغرب تعزيز جهوده في مجال تحلية المياه. بفضل سواحله التي تمتد على طول 3500 كيلومتر، يهدف المغرب إلى تحقيق طفرة نوعية في إنتاج المياه المحلاة.
و يخطط المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب لزيادة الإنتاج السنوي من المياه المحلاة من 250 مليون متر مكعب حاليًا إلى 1.9 مليار متر مكعب بحلول عام 2030.
تستند الخطة الوطنية للمغرب إلى استغلال الطاقة المتجددة، وذلك بتوجيهات من الملك محمد السادس، في مسعى لتقليل تكاليف تحلية المياه والحد من البصمة الكربونية للمحطات.
تجمع هذه المقاربة بين الفعالية الاقتصادية والالتزام بالاستدامة البيئية، مما يعزز مكانة المغرب في مجال الابتكار الطاقي والبيئي.
حالياً، يدير المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب 12 محطة لتحلية المياه، بطاقة إنتاجية تصل إلى 85 مليون متر مكعب سنويًا. ويتوقع أن تُضاف تسع محطات جديدة بحلول عام 2030، مما سيرفع الإنتاج السنوي بمقدار 740 مليون متر مكعب إضافية.
و من بين هذه المشاريع، يتم العمل على محطتين مهمتين في الدار البيضاء وسيدي إفني.
علاوة على ذلك، يتضمن البرنامج مجموعة من المشاريع الكبرى لتعزيز القدرة الإنتاجية في مجال تحلية المياه. من أبرز هذه المشاريع محطة الدار البيضاء-سطات، التي تعد واحدة من أكبر المحطات الجاري إنشاؤها، حيث سيتم بناء خط كهربائي بتكلفة 259 مليون درهم، منها 135.2 مليون درهم مخصصة لعام 2025.
بالإضافة إلى محطة العيون التي يُقدّر تكلفتها الإجمالية بـ 480 مليون درهم، مع تخصيص 230 مليون درهم منها للسنة المقبلة. كما يشمل البرنامج محطة الداخلة، التي تصل تكلفتها الإجمالية إلى 450 مليون درهم، منها 245 مليون درهم مخصصة للعام ذاته.
إجمالاً، سيتم تخصيص ميزانية تقدر بحوالي 1.189 مليار درهم لهذه المشاريع الثلاثة، مما يعكس حجم الاستثمارات الموجهة لضمان استدامة الموارد المائية في المغرب.
تركز الاستراتيجية الوطنية لتحلية المياه على الجوانب البيئية من خلال إجراء دراسات تأثير بيئية شاملة لكل محطة. يتم استخدام تقنيات حديثة لتقليل تركيز المياه المالحة الناتجة عن عملية التحلية والتخفيف من تأثيرها على البيئة البحرية.
كما تلتزم جميع المحطات ببرامج مراقبة بيئية صارمة لضمان الالتزام بالمعايير البيئية وحماية النظم البيئية البحرية.
بفضل هذه الاستثمارات الضخمة والمقاربة المبتكرة، يرسخ المغرب مكانته كرائد إقليمي في مجال تحلية المياه وإدارة الموارد المائية، مما يجعل هذه الاستراتيجية نموذجًا يحتذى به في تحقيق التنمية المستدامة في مواجهة تحديات التغيرات المناخية.