كيف قد تؤثر سياسات “ترامب” على مستقبل صناعة السيارات الكهربائية؟
على الرغم من الدعم الواضح الذي أظهره الملياردير الأمريكي “إيلون ماسك” للرئيس المنتخب “دونالد ترامب”، إلا أن سياسات الأخير قد يكون لها تأثير كبير على قطاع السيارات الكهربائية، وخاصة على شركة “تسلا”.
في الأسبوع الأول بعد إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية، قفزت أسهم شركة “تسلا” بنسبة 28%، ما أدى إلى زيادة ثروة ماسك لتتجاوز 300 مليار دولار، منها حوالي 180 مليار دولار ناتجة عن امتلاكه أسهمًا في تسلا.
كما ارتفعت القيمة السوقية للشركة إلى تريليون دولار لأول مرة منذ 2022.
ومع ذلك، قد تتحول هذه المكاسب إلى خسائر إذا طبّق “ترامب” سياساته المتعلقة بالطاقة، والتي يُتوقع أن تؤثر على مبيعات السيارات الكهربائية.
فمن المعروف أن “ترامب” يعتزم تعزيز إنتاج واستهلاك الوقود الأحفوري وتخفيف القيود البيئية، وهو ما قد يؤدي إلى تقليص الحوافز الحكومية الخاصة بالسيارات الكهربائية، وهو ما يمثل دعمًا رئيسيًا لشركات مثل “تسلا”.
حصص مبيعات الشركات من السيارات الكهربائية بالسوق الأمريكية في 2023 |
|
الشركة |
الحصة السوقية |
تسلا |
%39.4 |
بي واي دي |
%15.6 |
فولكس فاجن |
%4.5 |
تويوتا |
%4.3 |
ولينج |
%3.4 |
نيسان |
%2.5 |
هونداي |
%1.9 |
أخرى |
%19.5 |
و أعلن “ترامب” أثناء حملته الانتخابية أنه سيبتعد عن سياسات حماية المناخ لصالح تعزيز إنتاج النفط والغاز والفحم، بما يتماشى مع أولوياته الاقتصادية التي تركز على الطاقة التقليدية.
هذا التوجه سيؤدي إلى زيادة استهلاك الوقود الأحفوري، مما قد يقلل من الحوافز لتطوير تقنيات الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية والبطاريات المستخدمة في السيارات الكهربائية.
من المتوقع أن تؤدي سياسات “ترامب” إلى تخفيض تكاليف الوقود التقليدي، مما يثير تساؤلات بشأن تأثير ذلك على تطور صناعة السيارات الكهربائية التي تقودها شركات مثل “تسلا”.
و تعتمد شركات السيارات الكهربائية مثل “تسلا” على الدعم الحكومي وبرامج الحوافز لزيادة مبيعاتها. لكن سياسات “ترامب” قد تؤدي إلى تقليص هذه الحوافز، ما يضع تحديات كبيرة أمام نمو القطاع.
ويُتوقع أن تنخفض الإعفاءات الضريبية التي تصل إلى 7500 دولار لشراء سيارة كهربائية جديدة، مما يؤثر على الطلب على هذه السيارات.
ووفقًا لبعض المحللين، قد تجد شركات صناعة السيارات التقليدية مثل “جنرال موتورز” و”فورد” نفسها في موقف أقوى في حال تراجعت الحوافز الخاصة بالسيارات الكهربائية، وهو ما يفتح المجال أمامها للاستفادة من سياسات “ترامب”.
توقعات مبيعات السيارات الكهربائية في السوق الأمريكية |
|
السنة |
حجم المبيعات (مليون سيارة) |
2024 |
9.38 |
2025 |
10.18 |
2026 |
11.07 |
2027 |
12.03 |
2028 |
13.08 |
2029 |
14.23 |
و على الرغم من المخاوف المحتملة، يشير “إيلون ماسك” إلى أن فقدان الحوافز قد يعود بفائدة على “تسلا” على المدى الطويل، حيث يمكن للشركة الاستفادة من تخفيض التكاليف بفضل خبراتها التصنيعية المتطورة.
كما أن “تسلا” قد تستفيد من السياسات التجارية التي يروج لها “ترامب”، مثل الحواجز التجارية التي تمنع استيراد السيارات الكهربائية الصينية.
وتعتبر الصين سوقًا رئيسيًا للسيارات الكهربائية، حيث تهيمن الشركات الصينية مثل “بي واي دي” على هذا القطاع بفضل الأسعار التنافسية.
لكن بفضل السياسات التجارية المشددة التي قد يفرضها “ترامب”، قد تتمكن “تسلا” من الحد من المنافسة الصينية في السوق الأمريكية.
من جانب آخر، يعتقد المحللون أن إلغاء الحوافز لصالح السيارات الكهربائية قد يضعف قدرة الشركات الأمريكية على منافسة الشركات الصينية، التي تدعمها الحكومة بشكل كبير.
وبالتالي، قد تواجه شركات مثل “جنرال موتورز” و”فورد” صعوبة في تحقيق الربحية من إنتاج السيارات الكهربائية دون الدعم الحكومي.
وفي الختام، على الرغم من دعم “ماسك” لـ”ترامب”، فإن سياسات الأخير قد تخلق تحديات جديدة أمام قطاع السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، بما في ذلك شركة “تسلا” التي قد تجد نفسها مضطرة للتعامل مع تغييرات كبيرة في سوق الطاقة والمبيعات.