تعزيز الكفاءة والإنتاجية في العمل: رؤى علم الأعصاب
يسعى قادة فرق العمل لزيادة كفاءة وتركيز الموظفين بصفة مستمرة، لكن الممارسات الشائعة بهذا الصدد، مثل تقلص أوقات الاستراحة أو تعزيز إنتاجية الاجتماعات، قد تفشل في كثير من الأحيان لأنها لا تراعي آلية عمل الدماغ البشري من منظور علم الأعصاب.
توصلت الدكتورة “ميثو ستوروني” في دراسة أعدتها بعنوان “Hyperefficient: Optimize Your Brain to Transform the Way You Work” إلى أن الوصول للكفاءة في تنفيذ المهام في العصر التكنولوجي الراهن تتطلب موائمة عادات العمل مع الإيقاع الطبيعي للدماغ.
وأوضحت “ستوروني” أن أفضل السبل لتعزيز الإنتاجية والابتكار هي جدولة المهام حسب الفترات التي تشهد ذروة الأداء العقلي للموظف، وأن هذه الاستراتيجية تعزز جودة مخرجات العمل بدلاً من الإصرار على بذل جهد مكثف خلال فترات الإرهاق.
لا يقتصر تقسيم مهام العمل في أوقات ذروة النشاط الذهني على الأفراد او الموظفين فقط، بل تقع هذه المسؤولية على عاتق المديرين في المقام الأول.
ووضعت “ستوروني” استراتيجية مكونة من 3 محاور لتعزيز الكفاءة والإنتاجية وسرعة الإنجاز ترتكز على مبادئ علم الأعصاب، دون التضحية بالإبداع والابتكار في ظل بيئة العمل المعاصرة.
استراتيجية لتعزيز الكفاءة والإنتاجية من منظور علم الأعصاب |
||
المحور |
|
التوضيح |
موائمة مهام العمل مع إيقاع الدماغ |
|
– ترى “ستوروني” أن قدرة الدماغ على التركيز والإبداع لا تظل عند نفس المستوى طوال اليوم، ومن ثم يتطلب تعزيز الإنتاجية توزيع مهام العمل على أوقات ذروة النشاط الذهني. – وأهم هذه الأوقات هو الصباح الباكر حين يكون العقل على أتم استعداد للتفكير الإبداعي، خاصة إذا كان الوظيفة تنطوي على تفكير استراتيجي. – لذا من المهم تخصيص الساعات الأولى من اليوم للمهام ذات الطبيعة الإبداعية، ثم يصل العقل لذروة نشاطه بحلول العاشرة صباحاً وحتى وقت الظهيرة، ويعد هذا هو الوقت المثالي للمهام التي تتطلب تركيزاً عالياً. – توصي ” ستوروني” بتحديد موعد الاستراحة بحلول وقت الظهيرة الذي يسعى العقل خلاله لاستعادة نشاطه مجدداً. |
التركيز على إحراز تقدم مستدام بدلاً من كثافة الإنتاج |
|
– تركز ثقافة العمل التي تربط غالباً بين الانشغال والنجاح على إنجاز عدد كبير من المهام. – لكن “ستوروني” ترى أن الحفاظ على إحراز التقدم باستمرار هو الأجدى بدلاً من التركيز على كم الإنتاج. – حيث يشير إحراز تقدم مستدام إلى أن الموظف لديه حافز للاستمرار والتطور. – وهذا يتفق مع نتائج دراسة في علم الأعصاب نُشرت في مجلة ” Frontiers in Neuroscience” يتعلق بمفهوم التقدم في التعلم. – توصلت الدراسة إلى أن العقل يبدأ في الاستمتاع بالعمل عندما يستشعر حدوث تقدم تدريجي في المهام، وهذا الشعور يبعث على تعزيز دوافع الفرد لمواصلة العمل، والتركيز على جودة مخرجاته وليس إنجاز أكبر كم ممكن. |
التعامل مع مصادر التشتيت |
|
– ترى ” ستوروني” أن لحظات التشتيت والمقاطعة قد تساهم في توليد أفكار إبداعية، فحين لا يركز العقل على المهمة المنشغل بها، من الممكن أن يربط بين مجموعة من الأفكار الأخرى تقود إلى الخروج بفكرة مبتكرة أوسع نطاقاً. – حيث يرتبط الإبداع بحرية التنقل بين الأفكار، ومن ثم تساهم قدرة العقل على الربط بين الأشياء في الوصول لحلول مبتكرة ذات صلة بالمهمة التي يركز عليها الشخص أو الموظف. |