استقرار مؤشر الخوف في وول ستريت، لكن مقياس آخر للتقلبات يحذر من مخاطر في سوق الأسهم
خلال تعاملات الأربعاء في السوق الأمريكي، انخفض “إس آند بي 500” بنسبة 1% في بداية التداولات، لكن المؤشر القياسي للأسهم عكس اتجاهه وانتعش بقوة عند الإغلاق ليحقق مكاسب بنحو 1.1%.
ومع ذلك، كان مؤشر التقلبات “فيكس” والمعروف باسم “مقياس الخوف في وول ستريت”، يشير إلى تفاؤل نسبي، حيث يتداول – حتى الآن – تحت 18 نقطة، وهو مستوى أقل من متوسطه طويل الأجل الذي يبلغ 19.5 نقطة.
وقال “سولومون تاديسي”، رئيس أبحاث الأسهم الكمية في أمريكا الشمالية لدى “سوسيتيه جنرال” في مذكرة الخميس، إن المشكلة في مؤشر التقلبات هي أنه يمثل إشارة معاصرة وليس إشارة إلى المستقبل .
وبعبارة أخرى، فإنه مفيد كدليل على درجة القلق في السوق حاليًا، لكنه محدود الاستخدام كأداة تنبؤية للمستثمرين، ويرى “تاديسي” أنه مقياس للتقلبات على مستوى السوق دون التمييز بين الشركات من حيث قوتها المالية أو أساسياتها .
ويعتقد “تاديسي” أنه من البديهي التركيز على أداء وتقلب أضعف شريحة من سوق الأسهم بحثًا عن علامات الإجهاد وليس السوق الكلي، والذي غالبًا ما يكون متحيزًا نحو الشركات الأكبر والأكثر ربحية والأفضل تمويلًا.
ولذلك طور “سوسيتيه جنرال” في عام 2018 مؤشر تقلبات الأسهم غير المرغوب فيها، أو ما يطلق عليه “جانك فيكس- JunkVIX“، والذي يركز على التقلب النسبي في ما يسميه البنك “القطاع الفرعي منخفض الجودة من السوق”.
ويتألف هذا القطاع من شركات رديئة الجودة، وغالبًا ما تكون مفرطة الاستدانة مع ميزانيات عمومية ضعيفة.
ووفقًا لـ “تاديسي”، فالفكرة هي أنه إذا كان هناك ضائقة منهجية في السوق، فيجب أن تظهر علامة تحذير مبكرة في هذا القطاع الأكثر ضعفًا قبل أن “تبتلع السوق بالكامل”.
وذكر المحلل أن الارتفاعات الأخيرة في “جانك فيكس” في الماضي كانت تنبئ باضطرابات السوق، بما في ذلك الموجة البيعية في فبراير 2018، وتصحيح السوق المرتبط بالتشديد في وقت لاحق من ذلك العام، وهبوط السوق في عام 2022، وحتى أزمة الوباء في أوائل عام 2020 .
وبعد هدوء نسبي في بداية صيف العام الجاري، بدأ المؤشر في الارتفاع في أواخر يوليو، وانتقل إلى ما يصفه محللو البنك بـ “منطقة النفور من المخاطرة” بحلول الأول من غشت .
وقال “تاديسي”: “على الرغم من عودة الأسواق إلى طبيعتها بعد التوتر الذي شهدته في غشت ، ظل المؤشر مرتفعًا، ووصل إلى ذروته في الأيام الماضية، ما شكل تحذيرًا من عمليات البيع الأخيرة”.
بينما تبدو الأسواق مستقرة هذا الأسبوع، فهل يمكن أن يكون ارتفاع مؤشر “جانك فيكس” المستمر نذيرًا بقرب حدوث اضطرابات سوقية مطولة في وول ستريت؟