الشركاتالاقتصادية

المحرك ليب يؤخر إنتاج طائرات إيرباص إيه 320 نيو

تعاني شركة “إيرباص” من نقص في الأجزاء الأساسية للمحرك التي تعمل على تشغيل طائرتها الأكثر مبيعاً من عائلة “إيه 320 نيو”، في انتكاسة لعبت دوراً في تقليص شركة صنع الطائرات لأهداف الإنتاج مؤخراً.

تتركز المشكلة حول وجود عدد غير طبيعي من شفرات التوربينات عالية الضغط غير المطابقة للمواصفات، ما أسفر عن نقص في مكون تصنيع المحركات الجديدة، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر. قال الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لسرية تفاصيل النتائج، إن شركة “سي إف إم إنترناشونال” (CFM International)، إحدى موردي محركات طائرات إيرباص من طراز “A320″، اكتشفت مؤخراً مشكلة في أجزاء المحركات “ليب” أو (Leap) وأبلغت “إيرباص”.

أدى المعروض المحدود من الشفرات المطابقة للمواصفات إلى تقييد إنتاج محرك “ليب 1إيه” أو (Leap1A)، ما حرم “إيرباص” من مكون رئيسي لطائرتها الأكثر شعبية. وأقرت شركة “جنرال إلكتريك أفياشن” (GE Aviation) للطيران، وهي إحدى شركاء مشروع “سي إف إم” المشترك إلى جانب شركة “سافران” (Safran)، الأسبوع الحالي، بأنها لم تتمكن من إنتاج المحرك بالأعداد المطلوبة.

تقليص الأهداف

خفضت “إيرباص” الشهر الماضي هدفها السنوي للتسليم، متذرعة بنقص في المكونات بداية من المحركات وحتى المقصورات الداخلية والمقاعد. كما أجلت هدفها لإنتاج 75 طائرة من طراز “إيه 320” ذات الممر الواحد شهرياً لمدة عام واحد إلى 2027. وقال شخص آخر إن مشكلات المكونات التي تؤثر على إمدادات محركات “ليب” كانت أحد أسباب تقليص التوقعات.

تتوقع “جنرال إلكتريك” حالياً زيادة إنتاج محرك “ليب” 5% على أقصى تقدير العام الحالي، ما يعد المرة الثانية التي تخفض فيها الشركة توقعاتها لـ2024 بالنسبة لتصنيع المحرك. توقعت “جنرال إلكتريك” في عرضها التقديمي لفعالية يوم المستثمر في مارس الماضي نمواً يصل إلى 25%.

أوضح الأشخاص أن المشكلة لا تؤثر على المحركات التي دخلت الخدمة. وامتنعت “جنرال إلكتريك” عن التعليق حول ما يتجاوز التصريحات المتعلقة بالمحرك لدى إصدار تقرير الأرباح الأسبوع الجاري. لم تقدم “إيرباص” تعليقاً إضافياً في هذا الصدد.

كان فقدان العمال المهرة خلال وباء كورونا من أكبر العوامل التي عرقلت أعمال موردي قطاع الطيران.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة “جنرال إلكتريك”، لاري كولب، إن القطاع لم يفقد الأشخاص خلال وباء كوفيد فحسب، بل حُرم أيضاً من “قدر هائل من الخبرات”، ما أضطر الشركات لإعادة بناء الكفاءات لديها. أوضح “كولب” الأسبوع الحالي أن الشركة أرسلت أكثر من 500 شخص إلى الموردين لدعمهم.

تحديات مستمرة

تكشف المشكلة الجديدة في محركات “ليب” التحديات المستمرة أمام شركات تصنيع الطائرات مع سعيها لزيادة الإنتاج والتخلص من تراكم الطلبات المتفاقم.

لدى “إيرباص” أكثر من 7 آلاف طائرة من طراز “إيه 320 نيو” قيد الطلب. اختار 66% من العملاء محركات من نوع “ليب”، فيما اختار البقية محركات من طراز “جي تي إف” من تصنيع شركة “برات آند ويتني (Pratt & Whitney).

واجه هذا المحرك كذلك مشكلات في الجودة مع مكونات يمكن أن تتعطل مبكراً، ما سيوقف مئات طائرات “إيه 320 يونيو”مؤقتاً دفعة واحدة خلال الأعوام القليلة المقبلة.

باتت محركات الطائرات النفاثة أكثر عرضة للأعطال في الطائرات من الجيل الأحدث، مثل الطائرة من طراز “إيه 320 نيو”، إذ تولد حرارة أعلى بكثير لتحقيق كفاءة أفضل في استهلاك الوقود. يتطلب هذا بدوره دورات صيانة خلال فترات أقصر بالمقارنة مع الطرز القديمة، مثل “سي إف إم 56″، وهو محرك توليد الكهرباء الأكثر استخداماً حول العالم.

تصميمات جديدة

في إطار منفصل، تعمل “سي إف إم” على إعادة تصميم شفرات التوربينات عالية الضغط ضمن حزمة إجراءت لمساعدة محركات توليد الكهرباء على التعامل بصورة أفضل مع البيئات الرملية والصعبة. وقالت الشركة الأسبوع الحالي إنها ستطرح التحديث مع حلول نهاية السنة الجارية.

تستخدم طائرة “بوينغ 737 ماكس” المنافسة أيضاً محرك “ليب”. وأنتجت الشركة الأميركية طائراتها بمعدل أقل كثيراً مقارنة بـ”إيرباص” لأن “بوينغ” خفضت وتيرة عمل مصانعها لإصلاح العيوب التصنيعية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى