الاقتصادية

الاقتصاد الكلي .. تعريفه وتاريخه ومدارسه الفكرية

الاقتصاد الكلي (Macroeconomics) هو فرع من فروع علم الاقتصاد يختص بدراسة كيفية تصرف اقتصاد بمجمله، وهو يحاول قياس مدى جودة أداء الاقتصاد، وفهم القوى التي تدفعه، والتخطيط لكيفية تحسينه.

ويدرس الاقتصاد الكلي الظواهر الاقتصادية الواسعة النطاق مثل التضخم ومستويات الأسعار ونسبة النمو الاقتصادي والدخل القومي والناتج المحلي الإجمالي والتغيرات في مستوى البطالة.

مفهوم الاقتصاد الكلي:

– هناك جانبان لدراسة علم الاقتصاد: الاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي. وكما يوحي لنا المصطلح، فإن الاقتصاد الكلي يهتم بإجمالي الاقتصاد بوصفه سيناريو متكاملاً.

– وهو يركز على طريقة أداء الاقتصاد ككل ثم يحلل العلاقات التي تربط القطاعات المختلفة للاقتصاد بعضها ببعض لفهم الطريقة التي يعمل بها الاقتصاد ككل.

– ويطور الاقتصاد الكلي نماذج تفسر العلاقات بين هذه العوامل، وتُستَخدم هذه النماذج والتنبؤات الناتجة عنها من قِبل كيانات حكومية للمساعدة في بناء سياسة اقتصادية ونقدية ومالية وتقويمها.

– وتستخدمها أيضًا الشركات لإعداد استراتيجيات خاصة بها في الأسواق المحلية والعالمية، كما يستخدمها المستثمرون للتعامل مع مختلف فئات الأصول.

– مع الأخذ في الاعتبار المجال الواسع للموازنات الحكومية وتأثيرها في السياسة الاقتصادية على المستهلكين وعلى الشركات، يختص الاقتصاد الكلي بالقضايا ذات التأثير الكبير.

وإذا ما طُبقَت النظريات الاقتصادية على نحو صحيح فإنها ستوفر رؤًى مستنيرة عن كيفية سير الاقتصاد وفقًا لها، ونتائج اتخاذ قرارات وسياسات معينة على المدى البعيد.

– يمكن لنظريات الاقتصاد الكلي أيضًا مساعدة الشركات والمستثمرين الفرديين في اتخاذ قرارات أفضل عن طريق إيجاد فهم أشمل لمحفزات العلاج الوظيفي، والطرق الأمثل لتعظيم المنفعة ومواجهة شح الموارد.

تاريخ الاقتصاد الكلي

– في حين أن مصطلح الاقتصاد الكلي يعود إلى الأربعينيات، فإن العديد من المفاهيم الأساسية في هذا المجال كانت محط اهتمام علماء الاقتصاد قبل ذلك التاريخ بكثير.

– بدأ الاقتصاد الكلي يُعرف بشكله الحديث مع جون مينارد كينز ونشره كتابه النظرية العامة للتوظيف والفائدة والنقد في عام 1936.

– زودنا كينز بشرح للانهيار المالي المتمثل بالكساد العظيم، حين تعذر بيع السلع وأصبح العمال عاطلين عن العمل، حاولت نظرية كينز تفسير لماذا لا تصبح الأسواق متوازنةً أحيانًا.

– قبل تصاعد شعبية نظريات كينز، لم يكن علماء الاقتصاد يفرقون بين الاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي.

 إذ اعتقد علماء الاقتصاد أن قوانين العرض والطلب في الاقتصاد الكلي -التي تعمل في أسواق السلع الفردية نفسها- تتفاعل بين الأسواق الفردية للوصول بالاقتصاد إلى حالة التوازن العام.

الاقتصاد الكلي مقابل الاقتصاد الجزئي

– يختلف الاقتصاد الكلي عن الاقتصاد الجزئي، إذ يركز الأخير على عوامل أصغر ذات تأثير على القرارات التي تتخذها الشركات والأشخاص.

– الفرق المميز الرئيسي بين الاقتصاد الكلي والجزئي هو أن مؤشرات الاقتصاد الكلي قد تتصرف أحيانًا بطرق تختلف جداً عن الطريقة التي تتصرف فيها متغيرات الاقتصاد الجزئي المناظرة لها.

– في حين يهتم الاقتصاد الجزئي بالميول الاقتصادية أو ما يمكن أن يحدث عندما يتخذ الأفراد خيارات معينة. ويقسم الأفراد على نحو عام إلى مجاميع فرعية، مثل المشترين والباعة ورجال الأعمال.

– تتفاعل هذه الأطراف الفاعلة بعضها مع بعض طبقًا لقوانين العرض والطلب على الموارد، مستخدمين المال ونسب الفائدة كآليات للتسعير من أجل التنسيق.

المدارس الفكرية لعلم الاقتصاد الكلي:

fe530d9a e8aa 4beb aef6 495f523ecf6e Detafour

هناك العديد من المدارس الفكرية في مجال الاقتصاد الكلي التي تحمل آراء متضاربة فيما يتعلق بكيفية عمل الأسواق والمشاركين فيها.

المدارس الفكرية لعلم الاقتصاد الكلي

المدرسة التقليدية (الكلاسيكية)

– يفترض علماء الاقتصاد الكلاسيكيون أن الأسعار والأجور ونسب الفائدة مرنة، وأن الأسواق دائمًا متوازنة، ويبنون فكرهم على أساس النظريات الأصلية لآدم سميث.

المدرسة الكينزية

– أُسسَت المدرسة الكينزية على أعمال جون ماينارد كينز، ويركز الكينزيون على الطلب الكلي بوصفه العامل الأساسي في قضايا مثل البطالة ودورة الأعمال.

– يؤمن الاقتصاديون الكينزيون بأن دورة الأعمال يمكن أن تدار عن طريق تدخل حكومي فعال من خلال سياسة مالية (إنفاق المزيد من المال في أوقات الأزمات لتحفيز الطلب)، وسياسة نقدية (تحفيز الطلب عن طريق تخفيض أسعار الفائدة).

المدرسة النقدية

– تعتمد هذه المدرسة على أعمال ميلتون فريدمان. ويؤمن النقديون بأن دور الحكومة يتمثل في مراقبة التضخم عن طريق مراقبة العرض النقدي، وبأن الأسواق متوازنة عادةً وأن المشاركين لديهم توقعات عقلانية.

– ويرفض النقديون الفكرة الكينزية التي تدعي أن الحكومة قادرة على إدارة الطلب وأن ذلك يؤدي إلى عدم الاستقرار ومن المحتمل أن يؤدي إلى التضخم.

مدرسة الكينزيون الجدد

– تحاول هذه المدرسة إضافة أساسات الاقتصاد الكلي للنظريات الاقتصادية الكينزية التقليدية.

– بينما يتقبل الكينزيون الجدد فكرة أن الأسر والشركات تعمل على أساس توقعات عقلانية، فهم ما زالوا يؤمنون بوجود تنوع من حالات الفشل في السوق مثل جمود الأسعار وجمود الأجور.

– وبسبب هذا الجمود، يمكن للحكومة تحسين الظروف الاقتصادية الكلية عن طريق سياسة مالية ونقدية.

المدرسة النمساوية

– وهي من المدارس الاقتصادية القديمة التي تشهد انتعاشًا في شعبيتها. يؤمن الاقتصاديون المنتمون للمدرسة النمساوية بصعوبة نمذجة السلوك الإنساني رياضيًا بدقة، وذلك بسبب تفرده، ويفضلون تدخلًا حكوميًا محدودًا في الاقتصاد.

– أسهمت المدرسة النمساوية بنظريات وتفسيرات مفيدة فيما يتعلق بدورة الأعمال، ومفاهيم كثافة رأس المال، وأهمية الوقت وتكلفة الفرصة في تحديد الاستهلاك والقيمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى