تراجع الفرنك السويسري بشكل واسع في الأسواق الأوروبية يوم الخميس مقابل سلة من العملات العالمية، حيث استأنف خسائره مقابل الدولار الأمريكي، والتي توقفت مؤقتًا يوم أمس بعد تسجيل أدنى مستوى له في خمسة أشهر قرب حاجز 0.91 فرنك.
يأتي هذا التراجع بعد أن أظهرت البيانات الرسمية انخفاض التضخم في سويسرا إلى أدنى مستوى له في 33 شهرًا في مارس الماضي، مما يعزز فرضية انتصار البنك الوطني السويسري في معركته مع التضخم.
هذا الانخفاض يزيد من احتمالات وجود تخفيضات جديدة وكبيرة في أسعار الفائدة السويسرية خلال هذا العام، بعد الخفض المفاجئ الذي تم تنفيذه في مارس الماضي بنسبة 25 نقطة أساس.
فيما يتعلق بسعر صرف الفرنك السويسري اليوم، فقد ارتفع الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري بنسبة 0.5% إلى 0.9074، قادمًا من سعر افتتاح التداولات عند 0.9029، وسجل أدنى مستوى عند 0.9022.
أما بالنسبة لتقارير البيانات الصادرة اليوم في سويسرا، فقد أظهرت ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 1.0% سنويًا في مارس، بأقل قراءة منذ سبتمبر 2021، وهو أقل من توقعات السوق التي كانت تتوقع ارتفاعًا بنسبة 1.3%، وكان المؤشر قد سجل ارتفاعًا بنسبة 1.2% في فبراير.
تعزز هذه البيانات من نجاح البنك الوطني السويسري في استقرار التضخم في البلاد، وتزيد من احتمالات وجود مزيد من تخفيضات أسعار الفائدة السويسرية خلال هذا العام.
وفي ختام اجتماعه في 21 مارس الماضي، أعلن البنك الوطني السويسري خفضًا في أسعار الفائدة بنسبة 25 نقطة أساس إلى نطاق 1.50%، وهو خفض مفاجئ جعل البنك الوطني السويسري أول بنك مركزي يتراجع عن تشديد السياسة النقدية بهدف معالجة التضخم، ويعتبر أول خفض لسعر الفائدة منذ تسع سنوات.
قال رئيس البنك الوطني السويسري توماس جوردان إن تخفيف السياسة النقدية في سويسرا أصبح ممكنًا بسبب فعالية مكافحة التضخم على مدى العامين ونصف العام الماضيين، ومن المتوقع أن يظل التضخم في النطاق المستهدف خلال السنوات القليلة المقبلة.
بعد بيانات التضخم، من المحتمل أن يرتفع تسعير احتمالات خفض أسعار الفائدة السويسرية بنسبة 25 نقطة أساس في اجتماع 20 يونيو القادم فوق 90%، مع تسعير مرتفع لوجود تخفيضات بنحو 50 نقطة أساس في سبتمبر وديسمبر القادمين.
نتوقع هنا في موقع “أف اكس نيوز تودي” استمرار هبوط مستويات الفرنك السويسري مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية، ومن المحتمل تخلي العملة عن التداول فوق حاجز 0.91 فرنك لكل دولار أمريكي، مما يعزز الفجوة الحالية في أسعار الفائدة بين سويسرا والولايات المتحدة لصالح الفائدة الأمريكية.
