انتعاش قياسي لشبكة إيثيريوم.. 2.2 مليون معاملة يومية وتراجع حاد للرسوم
سجّلت شبكة إيثيريوم إنجازًا لافتًا هذا الأسبوع، بعدما عالجت أكثر من 2.2 مليون معاملة خلال يوم واحد، في مؤشر قوي على تعافي النشاط على الشبكة، بالتزامن مع تراجع غير مسبوق في متوسط رسوم المعاملات التي هبطت إلى نحو 17 سنتًا فقط.
وبحسب معطيات صادرة عن مستكشف البلوكتشين “إيثرسكان”، فإن هذا الانخفاض الحاد في الرسوم يأتي تتويجًا لسلسلة من التحديثات التقنية التي عززت كفاءة الشبكة، مقارنة بفترة الذروة في مايو 2022 حين تجاوزت كلفة المعاملة الواحدة 200 دولار، ما شكّل حينها عائقًا كبيرًا أمام المستخدمين.
وتشير البيانات إلى أن الرسوم بدأت مسارها النزولي بشكل تدريجي منذ “حدث التصفية الكبرى” في 10 أكتوبر، عندما انخفض متوسطها إلى حوالي 8.48 دولارات، قبل أن تواصل التراجع مع تحسن الأداء العام للشبكة.
الارتفاع القياسي في عدد المعاملات يعكس، وفق مراقبين، عودة ثقة المستخدمين في شبكة إيثيريوم الأساسية (Layer 1)، بعد فترة طويلة دفعت فيها التكاليف المرتفعة الكثيرين إلى تفضيل شبكات الطبقة الثانية الأقل كلفة. ومع تقلص الفجوة السعرية، عادت الشبكة الرئيسية لتكون خيارًا جذابًا للأنشطة اليومية والتطبيقات اللامركزية.
في السياق ذاته، أظهرت بيانات “توكن تيرمينال” تصاعد اهتمام المطورين بإيثيريوم، إذ تم نشر نحو 8.7 مليون عقد ذكي جديد خلال الربع الرابع من العام، ما يعكس ديناميكية متجددة في بيئة التطوير والابتكار على الشبكة.
لعبت تحديثات عام 2025، وعلى رأسها Pectra وFusaka، دورًا محوريًا في هذا التحول، حيث حسّنت كفاءة عمل المدققين ورفعت حدود الغاز، ما مكّن الشبكة من معالجة حجم أكبر من المعاملات بسرعة واستقرار أعلى.
ويرى محللون أن هذه التطورات تضع إيثيريوم في موقع أقوى لمنافسة الشبكات البديلة، وتعيد تأكيد مكانتها كعمود فقري للنظام البيئي للتمويل اللامركزي والتطبيقات الذكية، في وقت باتت فيه سهولة الاستخدام وتكلفة المعاملات عاملين حاسمين في جذب المستخدمين والمطورين على حد سواء.
