كشف التقرير القطاعي الثاني لعام 2025 الصادر عن المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات، أن المغرب يواصل تعزيز موقعه كأحد أبرز الأقطاب الإقليمية في قطاع الطاقة، محتلاً المرتبة الثانية عربيًا في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مجال الطاقات المتجددة، ومتقدماً كمحور رئيسي لإنتاج طاقة الرياح بالمنطقة.
وأشار التقرير إلى أن التحولات الجارية في خريطة الطاقة العربية تعكس نجاح المغرب في تنويع مصادر الإنتاج والانتقال نحو الاقتصاد الأخضر، مستفيدًا من قدرته على جذب رؤوس الأموال واحتضان مشاريع كبرى جعلته لاعبًا مهمًا في تجارة الكهرباء ومعداتها.
وخلال الفترة ما بين 2023 و2024، تمكن المغرب من استقطاب استثمارات بقيمة 38.1 مليار دولار، ما يمثل حوالي 11% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية في القطاع عربياً، وأسفر عن إطلاق 55 مشروعًا جديدًا، خلقت أكثر من 12 ألف منصب شغل، أي نحو 15% من إجمالي الوظائف المستحدثة في مجال الطاقات المتجددة عربياً، ليحل المغرب ثانياً بعد مصر، متقدماً على الإمارات وموريتانيا.
وعلى صعيد الإنتاج، يتصدر المغرب قائمة أكبر منتجي طاقة الرياح في المنطقة بمتوسط إنتاج يبلغ 9.2 تيراواط ساعة، أي ما يعادل 42% من إنتاج الدول العربية في هذا المجال، ويتوقع التقرير أن تتركز 94% من الكهرباء المولدة من الرياح في ثلاث دول فقط هي المغرب ومصر والأردن.
وفي الإنتاج الكهربائي الإجمالي لعام 2025، يحتل المغرب المرتبة التاسعة عربياً بإنتاج متوقع يصل إلى 43 تيراواط ساعة، أي نحو 2.9% من مجموع الإنتاج العربي، حيث تهيمن المصادر الحرارية بحصة 28.7 تيراواط ساعة، بينما تسهم الطاقات المتجددة بوزن متزايد يشمل 9.2 تيراواط ساعة من الرياح، و3.7 تيراواط ساعة من الطاقة الشمسية، و1.2 تيراواط ساعة من الطاقة الكهرومائية.
وعلى صعيد التجارة الطاقية لعام 2024، جاء المغرب ثالثاً عربياً في تجارة الكهرباء ومعداتها، بقيمة إجمالية تقارب 322.3 مليون دولار، أي نحو 8.2% من إجمالي المبادلات العربية، ويعد ضمن خمس دول تستحوذ جماعياً على 81% من تجارة القطاع.
كما احتل المغرب المرتبة الرابعة كأكبر مصدر بقيمة 360 مليون دولار، والمرتبة الثالثة في الواردات بحجم يفوق 2.861 مليار دولار، بينما تصدر قائمة مستوردي الكهرباء بقيمة 413.7 مليون دولار، أي نحو 33.6% من إجمالي الواردات العربية في هذا المجال.
