اليورو يستعد لتسجيل خسارة شهرية بسبب فجوة أسعار الفائدة
تراجع اليورو بالسوق الأوروبية يوم الأربعاء مقابل سلة من العملات العالمية ، ليستأنف خسائره التي توقفت مؤقتًا بالأمس مقابل الدولار الأمريكي ،على وشك ملامسة أدنى مستوى فى سبعة أسابيع ،فى طريقه صوب تسجيل خسارة شهرية بسبب المخاوف حيال اتساع فجوة أسعار الفائدة بين أوروبا والولايات المتحدة.
خاصة فى ظل الاحتمالات القوية حاليًا حول قيام البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة الأوروبية فى أبريل القادم ،ومن أجل إعادة تقييم تلك الاحتمالات يترقب المستثمرين فى وقت لاحق اليوم ، صدور بيانات هامة عن مستويات التضخم فى بعض الدول الأوروبية الكبرى بما فى ذلك ألمانيا ،قبل يوم من صدور البيانات الرئيسية لأسعار المستهلكين فى كامل منطقة اليورو خلال يناير.
تراجع اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.3% إلى(1.0815$) ، من سعر افتتاح التعاملات عند (1.0845 $) ،وسجل أعلى مستوى عند (1.0848$).
حقق اليورو يوم الثلاثاء ارتفاع بنسبة 0.15% مقابل الدولار ،بفضل بيانات إيجابية عن نمو الاقتصاد الأوروبي فى الربع الرابع من العام الماضي ،وضمن عمليات التعافي من أدنى مستوى فى سبعة أسابيع عند 1.0796 دولارًا.
تصدر فى أوقات متلاحقة اليوم ، بيانات أسعار المستهلكين لشهر يناير فى بعض الدول الأوروبية وعلى رأسها ألمانيا ،والتي سوف تؤشر على ما سوف تكون عليه بيانات التضخم الرئيسية فى كامل أوروبا المقرر صدورها غداً الخميس.
عقب اجتماع البنك المركزي الأوروبي وتعليقات كريستين لاجارد الأسبوع الماضي ،رفعت الأسواق مستويات اقتناعها بخفض أسعار الفائدة في أبريل إلى احتمالية تبلغ حوالي 80٪ ويتم تسعير التخفيضات بمقدار 50 نقطة أساس بحلول يونيو.
أوضحت لاجارد إن خفض أسعار الفائدة في الصيف أمر ممكن في حين أنها على ما يبدو غير مستعدة لاستبعاد الخفض فى أبريل بالكامل.
على مدار تعاملات يناير ،والتي تنتهي رسميًا عند تسوية الأسعار اليوم ، فالعملة الأوروبية الموحدة “اليورو” منخفضة حتى اللحظة بحوالي 2.0% مقابل العملة الأمريكية ” الدولار” على وشك تسجيل أول خسارة شهرية فى غضون الثلاثة أشهر الأخيرة ،وبأكبر خسارة شهرية منذ سبتمبر الماضي.
فجوة أسعار الفائدة بين أوروبا والولايات المتحدة حاليًا عند 100 نقطة أساس ،كأقل فجوة منذ مايو 2022 ،وكانت هناك آمالًا حيال تقلص الفروق إلى 75 نقطة أساس فى مارس ، على أساس قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساس.
وفى ظل الاحتمالات القائمة من المرجح أن يبدأ البنك المركزي الأوروبي خفض أسعار الفائدة فى وقت أبكر عن نظيره الأمريكي ،وهو ما قد يؤدي إلى اتساع فجوة أسعار الفائدة إلى 125 نقطة لصالح الفائدة الأمريكية ،وهو ما يصب فى صالح ارتفاع الدولار مقابل اليورو.
تشير العقود الآجلة لأسعار الفائدة الأمريكية إلى احتمال بنسبة 43٪ تقريبًا لخفض سعر الفائدة الفيدرالي بنحو 25 نقطة في مارس، بانخفاض من 73٪ في بداية العام.
ومن أجل إعادة تسعير تلك العقود ينتظر المستثمرين اليوم ،نتائج اجتماع السياسة النقدية الأول فى2024 لمجلس الاحتياطي الفيدرالي ،التعليقات الأكثر عدوانية سوف تقلص تلك الاحتمالات ،بما سوف يزيد من الضغط على سعر صرف اليورو مقابل الدولار.