ظلام وبرد في أوكرانيا بعد هجوم روسي غير مسبوق على شبكة الطاقة

تعيش أوكرانيا واحدة من أصعب أزماتها منذ بداية الحرب، بعدما أدت هجمات روسية مكثفة إلى تدمير واسع في منشآت الطاقة، ما تسبب في انقطاع الكهرباء والتدفئة والمياه عن ملايين السكان في مختلف المناطق.
وأكدت شركة الطاقة الحكومية “سنتر إنرغو” أن قدرتها الإنتاجية توقفت تماماً عقب سلسلة من الهجمات التي وُصفت بأنها “الأعنف منذ بدء الغزو الروسي في عام 2022″، مشيرةً إلى أن الصواريخ والطائرات المسيّرة استهدفت المحطات التي كانت قد أُصلحت بعد هجمات العام الماضي.
في غضون ساعات، أطلقت موسكو مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ على منشآت الطاقة الأوكرانية ليلة الجمعة إلى السبت، مما أدى إلى شلّ شبكة الكهرباء والتدفئة في عدد من المدن الكبرى، بينها كييف، وخاركيف، ودنيبروبيتروفسك.
وأعلنت شركة تشغيل الشبكة الوطنية “أوكران إنرغو” أن التيار سيُقطع يوم الأحد بين ثماني وست عشرة ساعة يومياً في معظم أنحاء البلاد، ريثما تتم إعادة توجيه الإمدادات وإصلاح الأضرار.
ووصفت وزيرة الطاقة سفيتلانا غرينتشوك الليلة الماضية بأنها “من بين أقسى الليالي منذ اندلاع الحرب الشاملة”، محذّرةً من استمرار الانقطاعات الدورية خلال الأيام المقبلة.
امتدت الهجمات الروسية لتطال محطتين فرعيتين للطاقة النووية في غرب البلاد، وفقاً لوزير الخارجية الأوكراني أندريي سيبيغا، الذي اتهم موسكو بتعريض السلامة النووية الأوروبية للخطر المتعمّد.
ودعا سيبيغا إلى اجتماع طارئ لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية لبحث “التهديدات غير المقبولة”، مطالباً في الوقت ذاته الصين والهند بالضغط على روسيا لوقف الهجمات على البنية التحتية المدنية.
أسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية 406 طائرات مسيّرة و9 صواريخ من أصل أكثر من 450 هجوماً روسياً، وفقاً لسلاح الجو، إلا أن الأضرار كانت هائلة. ويخشى خبراء الطاقة من أن استمرار الضربات قد يؤدي إلى انقطاع التدفئة المركزية في وقت تقترب فيه درجات الحرارة من ما دون الصفر.
وذكرت كلية الاقتصاد في كييف أن الهجمات تسببت في توقف نحو نصف إنتاج الغاز الطبيعي في البلاد، فيما حذّر خبير الطاقة أولكسندر خارتشينكو من أن تعطل محطات التدفئة في كييف لأكثر من ثلاثة أيام “قد يؤدي إلى كارثة تكنولوجية إذا انخفضت الحرارة إلى أقل من عشر درجات تحت الصفر”.
في المقابل، صعّدت أوكرانيا من ضرباتها المضادة ضد مستودعات النفط والمصافي داخل روسيا، في محاولة لإضعاف اقتصاد موسكو وحرمانها من عائدات صادرات الطاقة.
وردّت السلطات الروسية بتمديد حظر صادرات البنزين حتى نهاية أكتوبر المقبل، سعياً للسيطرة على الأسعار المحلية التي ارتفعت بشكل حاد نتيجة تلك الهجمات.




