المغرب يطلق صندوقاً استثمارياً متخصصاً في صناعة الطيران بقيمة 1.4 مليار درهم

في إطار سعيه لتعزيز مكانته كمركز إقليمي رائد في صناعة الطيران، أطلق الصندوق السيادي “محمد السادس للاستثمار” أول صندوق استثماري متخصص في هذا القطاع الحيوي، وذلك في خطوة استراتيجية تهدف إلى دعم نمو الصناعات العالية التكنولوجيا في المملكة.
ويستهدف الصندوق الجديد، الذي يحمل اسم “موروكان أيروسبيس إنفستمنت كومباني” (MAIC)، جمع تمويلات أولية تصل إلى 1.4 مليار درهم (ما يعادل 140 مليون دولار أمريكي)، لضخها في الشركات المحلية العاملة في سلسلة القيمة لقطاع الطيران.
ويأتي تأسيس الصندوق بهدف تطوير البنية التحتية والقدرات المحلية في قطاع صناعة الطيران، والاستجابة للمتطلبات المتنامية للشركات العالمية العملاقة التي تتخذ من المغرب قاعدة لها.
وشهد الصندوق الجديد انضمام أول المستثمرين الحكوميين، وهو بنك “القرض الفلاحي للمغرب”، رابع أكبر بنك في البلاد والمملوك للدولة.
وقد أصدرت الحكومة إذناً للبنك بالمساهمة في رأسمال الصندوق بحوالي 50 مليون درهم، ومن المتوقع أن ينضم إليه عدد من المستثمرين المحليين والأجانب مستقبلاً.
ويُعدّ انخراط “القرض الفلاحي” في هذا المجال دليلاً على التحول في أولويات البنك، الذي كان يُركز تاريخياً على التمويل الزراعي منذ تأسيسه في ستينيات القرن الماضي.
لكن البنك بدأ يتجه في السنوات الأخيرة نحو تمويل قطاعات صناعية متنوعة ومشاريع البنية التحتية، خاصة في سياق الاستعدادات الجارية لاستضافة البلاد لحدث عالمي ضخم مثل كأس العالم 2030.
تُصنف صناعة الطيران ضمن القطاعات التصديرية الرئيسية في المملكة، وقد حققت أداءً قوياً خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، مسجلة إيرادات بلغت ملياري دولار بزيادة سنوية تناهز 6.1%. ويُتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول نهاية العقد الجاري، ما يؤكد الإمكانات الهائلة للقطاع.
ولتعزيز هذه الإمكانات، اختار الصندوق السيادي في يوليوز الماضي شركة “ألفافيست كابيتال” (AlphaVest Capital) لإدارة الصندوق.
وقد وقعت الشركة بالفعل مذكرة تفاهم استراتيجية مع المُصنعة الأميركية العملاقة “بوينغ” لإنشاء مراكز أبحاث متخصصة في مجال الطيران والفضاء داخل المملكة، مع التركيز على هندسة أنظمة الطائرات والقطع الميكانيكية المعقدة.
يُذكر أن منظومة صناعة الطيران في المغرب تضم حالياً أكثر من 145 شركة عالمية ومحلية، وتقودها أسماء دولية وازنة مثل “إيرباص” و”بوينغ” و”سافران”، ويوفر القطاع حوالي 20 ألف وظيفة ذات قيمة مضافة.




