اقتصاد المغربالأخبار

الصحراء المغربية تتجه نحو الريادة الإفريقية بمشاريع عملاقة في الطاقة والتكنولوجيا

في أعقاب تبني مجلس الأمن الدولي قرارًا داعمًا لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، تشهد منطقة الصحراء المغربية تسارعًا ملحوظًا في تنفيذ مجموعة من المشاريع التنموية الضخمة، لتؤكد بذلك على أنها جزء لا يتجزأ من المملكة وعلى أعتاب ريادة تكنولوجية وطاقية على المستوى الإفريقي.

وقد تناول تقرير لقناة “فرانس 24” ضمن برنامج “تكنو” هذه الدينامية الجديدة، مسلطًا الضوء على ثلاثة محاور استراتيجية تشكل قفزة نوعية للمنطقة.

يأتي في صدارة هذه المشاريع الطموحة التخطيط لإنشاء مركز بيانات ضخم في مدينة الداخلة، والذي يُتوقع له أن يصبح الأكبر من نوعه في قارة إفريقيا.

هذا المشروع الحيوي، الذي يندرج ضمن استراتيجية “المغرب الرقمي 2030″، يهدف إلى تعزيز الأمن السيبراني للبيانات الوطنية وتأكيد السيادة الرقمية للمملكة.

ويستفيد هذا المركز من التجربة المغربية الناجحة في تشغيل أكبر مركز بيانات بالقارة بمدينة بن كرير، والذي يضم حاسوبًا خارقًا بقوة 3.15 بيكو فلوب، يستخدم في تطبيقات معقدة مثل نمذجة الجينوم، بيانات الأقمار الصناعية، ورصد الطقس لدعم دمج الطاقات المتجددة في الشبكة الكهربائية.

بالتوازي مع الطموح الرقمي، يسعى المغرب إلى بناء مجمع ضخم للطاقات المتجددة لإنتاج الهيدروجين الأخضر عبر عملية التحليل الكهربائي للمياه.

و يهدف هذا المشروع الاستراتيجي إلى جعل المملكة أول وأكبر مصدر للهيدروجين الأخضر نحو أوروبا، مستفيدًا من الإمكانيات الهائلة للطاقة الشمسية والرياح ووفرة مياه المحيط. وهو ما من شأنه أن يعزز مكانة المغرب كمنصة إقليمية رائدة للطاقة النظيفة ويوفر فرصًا اقتصادية واستثمارية ضخمة.

كما تشهد المنطقة تقدمًا في المفاوضات بين المغرب وشركة سبيس إكس لإطلاق شبكة الإنترنت الفضائي “ستارلينك” في الصحراء المغربية.

ويعد هذا المشروع حلاً مثاليًا لتغطية المناطق الشاسعة التي يصعب فيها تمديد الشبكات التقليدية، ليضمن ربطًا كاملاً وعالي السرعة للمنطقة، ما يجعل الصحراء المغربية من المناطق الرائدة رقميًا على الصعيد الإفريقي ويدعم فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

إن هذه المشاريع الثلاثة تعكس الرؤية الطموحة للمغرب في الاستمرار في خططه لتطوير أقاليمه الجنوبية، وتؤكد أن قرار مجلس الأمن الأخير ليس سوى حافز إضافي لتسريع وتيرة تنفيذها، مما يضع المملكة في موقع ريادي في مجالات التكنولوجيا الحديثة والطاقة المستدامة والبنية التحتية الرقمية على مستوى القارة الإفريقية.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى