ستاندرد تشارترد: البنوك المركزية تتبع استراتيجية معاكسية لدعم استقرار الدولار

أوضح بنك ستاندرد تشارترد أن مديري الاحتياطيات العالمية يتبعون نهجًا معاكسًا لدورة السوق في التعامل مع الدولار الأمريكي، حيث يشترون العملة عند انخفاض قيمتها ويبيعونها عند ارتفاعها، في سلوك يعكس الحذر والانتهازية في إدارة احتياطيات العملات الأجنبية لدى البنوك المركزية.
واستند البنك في تحليله إلى بيانات صندوق النقد الدولي، مشيرًا إلى أن احتياطيات الدولار ومؤشر بلومبرج للدولار تحركت في اتجاهين متعاكسين خلال 17 ربعًا من أصل 20 ربعًا خلال السنوات الخمس الماضية، ما يدل على أن البنوك المركزية تسعى إلى إعادة التوازن لمحافظها بدلاً من تعزيز الاتجاهات السوقية الحالية.
أمثلة على التحركات الأخيرة
-
في الربع الثاني من 2025، تراجع الدولار بنسبة 6.6%، بينما ارتفعت الاحتياطيات الرسمية العالمية بنحو 50 مليار دولار.
-
في المقابل، شهد الربع الرابع من 2024 ارتفاع الدولار بنسبة 7.1%، وانخفضت الاحتياطيات بنحو 154 مليار دولار مع قيام مديري الاحتياطيات بجني الأرباح.
يرى ستاندرد تشارترد أن هذه الاستراتيجية تعكس مزيجًا من الحذر والبراغماتية، حيث تتجنب البنوك المركزية اتخاذ مواقف قد تضغط على الأسواق خلال فترات تقلب العملة، وتستفيد من تحركات الدولار لتعديل مراكزها بما يحافظ على استقرار المحافظ السيادية.
وأكد البنك أن المؤسسات الرسمية تمثل قوة استقرار رئيسية في أسواق العملات العالمية، إذ يسهم سلوكها المعاكس للدورة في تخفيف تقلبات الدولار ودعم توازن تدفقات رأس المال بين الاقتصادات المتقدمة والناشئة.
وأشار التقرير إلى أن هذا النهج قد يستمر مع اقتراب دورة التيسير النقدي الأمريكية، حيث من المتوقع أن تواصل البنوك المركزية شراء الدولار في فترات ضعفه للحفاظ على تنويع الاحتياطيات وحماية المحافظ من تقلبات الأسواق العالمية.