ارتفعت أسعار الذهب في التعاملات الأوروبية يوم الاثنين لتسجل مكاسب جديدة لليوم الثاني على التوالي، محطمة أرقامًا قياسية تاريخية بعد تجاوزها مستوى 3,900 دولار للأونصة للمرة الأولى على الإطلاق.
ويقترب المعدن النفيس بسرعة من حاجز نفسي بارز عند 4,000 دولار، مدعومًا بموجة شراء قوية من المستثمرين الباحثين عن الملاذات الآمنة.
هذا الارتفاع الاستثنائي يأتي في ظلّ تصاعد التوترات السياسية في اليابان وفرنسا، إلى جانب استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، فضلًا عن ترقب الأسواق لمزيد من تخفيضات أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
صعد الذهب بنسبة 1.5% ليسجل 3,945.15 دولار للأونصة، وهو أعلى مستوى تاريخي له، مقارنة بسعر الافتتاح عند 3,886.99 دولار، فيما بلغ أدنى مستوى له خلال الجلسة 3,884.20 دولار.
عند إغلاق جلسة الجمعة الماضية، ارتفع المعدن الأصفر بنسبة 0.8% مدعومًا بتراجع الدولار الأمريكي أمام سلة من العملات العالمية.
على مدار الأسبوع الماضي، صعد الذهب بنسبة 3.4%، محققًا سابع مكسب أسبوعي على التوالي، وهي أطول سلسلة ارتفاعات منذ ديسمبر 2024.
في اليابان، فوز ساناي تاكايتشي برئاسة الحزب الليبرالي الديمقراطي عزز التوقعات باستمرار السياسة النقدية التيسيرية، ما أضاف ضغوطًا على الين ودعم الطلب على الذهب.
في فرنسا، أعلن رئيس الوزراء سيباستيان ليكورنو تعيين رولان ليسكور وزيرًا جديدًا للمالية، وهو أحد المقربين من الرئيس إيمانويل ماكرون، في خطوة وُصفت بمحاولة لتسهيل تمرير قانون الموازنة.
لكن هذه الخطوة قوبلت بانتقادات حادة من المعارضة التي لوّحت بإمكانية إسقاط الحكومة الجديدة.
في الولايات المتحدة، صرّح مسؤول في البيت الأبيض أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قد تلجأ إلى تسريح واسع للموظفين الفيدراليين في حال فشل المفاوضات مع الديمقراطيين لإنهاء الإغلاق الجزئي للحكومة، ما أضاف مزيدًا من القلق في الأسواق.
بهذا، يستمر الذهب في تعزيز مكانته كأكثر الأصول جاذبية في فترة عدم اليقين، مع ترقب المستثمرين لما ستسفر عنه التطورات السياسية والاقتصادية في الاقتصادات الكبرى خلال الأسابيع المقبلة.
