واشنطن تدرس شراء حصة في مشروع معادن نادرة بغرينلاند لتعزيز استقلالها عن الصين

كشفت مصادر مطلعة أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجري مباحثات مع شركة “كريتيكال ميتالز” الأميركية لشراء حصة في مشروع “تانبريز” الضخم لاستخراج المعادن النادرة في جزيرة غرينلاند التابعة للدنمارك.
الخطوة، إذا تمت، ستمنح واشنطن نفوذاً مباشراً في واحد من أكبر مشاريع التعدين الاستراتيجية شمال الأطلسي، وهو الإقليم الذي سبق أن أثار ترامب الجدل باقتراح شرائه بالكامل عام 2019.
ويمثل المشروع فصلاً جديداً في مساره السياسي المعقد، إذ سبق لإدارة الرئيس جو بايدن أن دعمت صفقة بيع المشروع إلى “كريتيكال ميتالز” مقابل 5 ملايين دولار نقداً و211 مليون دولار في شكل أسهم، وهو ما اعتُبر سعراً متدنياً مقارنة بالعرض الصيني الذي كان أعلى بكثير.
تندرج هذه المفاوضات ضمن رؤية ترامب الأوسع لتقليل اعتماد الولايات المتحدة على الصين في توريد المعادن الاستراتيجية، بعد استثمارات سابقة في شركتي “ليثيوم أميركاس” و “إم بي ماتيريالز”، وذلك في ظل تنامي الطلب العالمي على المواد الأساسية لصناعة التكنولوجيا المتقدمة والدفاع.
وبحسب المصادر، يجري التفاوض لتحويل منحة قدرها 50 مليون دولار، كانت مخصصة بموجب “قانون الإنتاج الدفاعي”، إلى حصة ملكية تقارب 8% من أسهم الشركة، مع احتمال تعديل هذه النسبة حسب نتائج المباحثات الجارية.
إلى جانب ذلك، يدرس بنك التصدير والاستيراد الأميركي تقديم قرض بقيمة 120 مليون دولار للمساهمة في استكمال البنية التقنية وتشغيل المشروع تجارياً بحلول 2026، بطاقة إنتاجية مرجحة تصل إلى 85 ألف طن سنوياً من مركزات المعادن النادرة.
ويعكس هذا الاهتمام الأميركي المتزايد بغرينلاند الأهمية الجيوسياسية والاقتصادية للإقليم، الذي يحتضن إحدى أكبر القواعد الجوية الأميركية في الشمال، إلى جانب ما يتيحه من فرص استثمارية استراتيجية في قطاع التعدين، بهدف تقليل النفوذ الصيني على سلسلة التوريد العالمية للمعادن النادرة.