أرباح الصناعة الصينية ترتفع مجدداً بعد أشهر من التراجع

بعد سلسلة من الأشهر المتتالية من التراجع، استعادت أرباح القطاع الصناعي في الصين مسار النمو، لتسجل ارتفاعًا لافتًا يعكس أثر السياسات الحكومية الهادفة إلى مواجهة فائض الطاقة الإنتاجية وتعزيز المنافسة العادلة في السوق.
أظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصاء أن أرباح الشركات الصناعية ارتفعت في أغسطس بنسبة 20.4% على أساس سنوي، وهو أول تحسن منذ أربعة أشهر.
وعلى مدى الفترة الممتدة من يناير إلى أغسطس، زادت الأرباح بنسبة 0.9%، متجاوزة التوقعات التي كانت ترجح تسجيل تراجع ملحوظ.
ساهمت عدة عوامل في هذا الانتعاش، من بينها سياسات الاقتصاد الكلي، خطوات بناء سوق وطنية موحدة، وأيضًا تأثير القاعدة المنخفضة للمقارنة.
وأبرزت البيانات نموًا ملحوظًا في قطاع تصنيع المعدات، إذ ارتفعت أرباح شركات السكك الحديدية وبناء السفن والفضاء بنسبة 37.3% خلال الأشهر الثمانية الأولى.
كما استعادت صناعة الصلب ربحيتها بدعم من ارتفاع الأسعار والطلب إلى جانب تراجع التكاليف، ما رفع أرباح شركات المواد الخام بنسبة 22.1%، وهي وتيرة أسرع من الأشهر السابقة. كذلك، حققت شركات المنتجات الاستهلاكية زيادة طفيفة في أرباحها بنسبة 1.4%، بعد فترة من التراجع.
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، تبقى التحديات ماثلة أمام القطاع الصناعي. فالطلب المحلي لا يزال ضعيفًا، والتوترات التجارية مع الولايات المتحدة تفرض حالة من عدم اليقين.
كما أن التباطؤ الاقتصادي في الربع الثالث، مع تراجع الإنفاق على البنية التحتية وتواصل أزمة العقارات، يثير مخاوف بشأن استدامة التعافي الحالي.
بذلك، تبدو الصورة متباينة: من جهة، تظهر بيانات الأرباح أن القطاع بدأ يستفيد من السياسات التحفيزية؛ ومن جهة أخرى، ما زالت العقبات الهيكلية والأوضاع الاقتصادية العالمية تمثل عائقًا أمام استقرار طويل الأمد في الصناعة الصينية.