شهدت أسعار النحاس تراجعاً خلال تداولات الخميس، وسط صعود الدولار مقابل أغلب العملات الرئيسية، ومتابعة السوق لتقييم الحكومة الصينية لإجراءات تنظيم صناعة مصاهر النحاس.
وأفادت وسائل إعلام صينية رسمية بأن الصين، أكبر مصهر للنحاس في العالم، تدرس تعزيز الرقابة على التوسع في طاقات الصهر، في ظل انخفاض رسوم معالجة المركزات إلى مستويات قياسية مما أثر سلباً على أرباح الشركات.
وصرح تشن شيويه سن، نائب رئيس رابطة صناعة المعادن غير الحديدية في الصين، أن الرسوم المتدنية تمثل “أبرز مشكلة” تواجه الصناعة، مضيفاً أن المنافسة الشديدة بين المصاهر أدت إلى ما يُعرف بـ”المنافسة الانكماشية”، ما تسبب في تآكل مصالح الشركات والعمال على حد سواء. وأكد تشن أن الرابطة اقترحت إجراءات صارمة للحد من التوسع المفرط في طاقات الصهر.
وجاء هذا التطور بعد إعلان القادة الصينيين في يوليو عن خطط لمواجهة “المنافسة السعرية غير المنضبطة”، وهو ما أثار آمالاً في إجراء إصلاحات على جانب العرض في الصناعات ذات الفائض الإنتاجي، ما دفع أسعار بعض السلع مثل الليثيوم والفحم للارتفاع، في حين بقيت أسعار النحاس مستقرة نسبياً رغم انخفاض الإنتاج بنسبة 2.5% مقارنة بمستوى يونيو القياسي.
وتراجعت رسوم المعالجة إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، حتى أن بعض المصاهر الصينية وافقت على معالجة النحاس لشركة أنتو فاغاستا التشيلية دون أي رسوم ضمن عقود طويلة الأجل، بينما ظلت الرسوم الفورية في المنطقة السلبية منذ ديسمبر الماضي.
وعلى صعيد التداولات، صعد النحاس القياسي لثلاثة أشهر في بورصة لندن بنسبة 1.02% إلى 10,442 دولار للطن المتري، بعد أن لامس أعلى مستوى له خلال 15 شهراً، في حين تراجعت العقود الآجلة للنحاس تسليم ديسمبر بنسبة 1.1% إلى 4.76 دولار للرطل.
ويأتي هذا في وقت ارتفع فيه مؤشر الدولار بنسبة 0.5% إلى 98.3 نقطة، مما زاد الضغوط على أسعار النحاس في السوق العالمية.
وشارك في اجتماع الصناعة الأخير ممثلون عن كبريات شركات صهر النحاس في الصين، بينها مجموعة جينتشوان، جيانغشي كوبر، تونغلينغ نونفيروس، تشاينا كوبر، دايي نونفيروس، تشاينا مينميتالز، وزيجين مايننغ، لمناقشة آليات التحكم في توسع طاقات المصاهر وتحقيق استقرار السوق.
