الاقتصادية

ترامب يرفع كلفة تأشيرات العمالة الماهرة ويهز سوق التكنولوجيا الأمريكي والهندي

في خطوة غير متوقعة، أعلن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” عن زيادة كبيرة تصل إلى 60 ضعفًا في رسوم الحصول على تأشيرات “H1-B” للعمال الأجانب المهرة، ما أثار حالة من القلق والتوتر في قطاع التكنولوجيا، الذي يعد من أكبر المستفيدين من هذه التأشيرات.

صُممت تأشيرات “H1-B” لتمكين الشركات الأمريكية من توظيف مهندسين وأطباء ومختصين في مجالات تعاني من نقص حاد في المهارات محليًا.

و على مر السنوات، أصبحت الهند المصدر الأكبر لحاملي هذه التأشيرات، حيث استحوذ مواطنوها على نحو 71% من التأشيرات المعتمدة في 2024.

ويعمل عدد من هؤلاء المهنيين في شركات كبرى مثل “جوجل” و”مايكروسوفت”، فيما يشكل الأطباء الهنود حوالي 6% من الكوادر الطبية الأمريكية.

ومع ذلك، يشير البيت الأبيض إلى أن بعض الشركات تستخدم البرنامج لتخفيض الأجور الأمريكية، مستغلة العمالة الأجنبية الأقل تكلفة، إذ يشكل حاملو تأشيرة “H1-B” نحو 65% من موظفي قطاع تكنولوجيا المعلومات في الولايات المتحدة.

انتقادات لقرار “ترامب

الجهة

التوضيح

وزير التجارة الهندي “بيوش غويال”

زعم أن الولايات المتحدة تخشى بعض الشيء من المواهب الهندية.

الهيئة الهندية لتكنولوجيا المعلومات “ناسكوم”

ذكرت أن هذه الخطوة لها آثار سلبية على منظومة الابتكار الأمريكية وستشكل حالة من عدم اليقين لدى الشركات والمهنيين والطلاب حول العالم.

كما أن زيادة الرسوم قد تعطل استمرارية أعمال بعض المشروعات، وربما يطالب العملاء بإعادة حساب تكاليف المشاريع أو تأجيلها حتى تتضح الشكوك القانونية، وربما تعيد الشركات النظر في نماذج التوظيف.

“تشاندر براكاش جورناني” المدير التنفيذي لشركة “تيك ماهيندرا”

خطوة “ترامب” تمثل صراعًا جيوسياسيًا على النفوذ، وأضاف: نحن نساعد أمريكا فحسب، وندعم الشركات الأمريكية على أن تكون أكثر تنافسية.

“أروب راها” خبير اقتصادي

تكمن المشكلة الرئيسية في مثل هذه القرارات أنها تحدث حالة من عدم اليقين في بيئة الأعمال، ومثل هذه الصدمة لا تصب في مصلحة الولايات المتحدة أيضَا.

“جيل غيرا” محلل سياسات الهجرة لدى مركز “نيسكانن”

بما أن القرار الأخير يشير إلى تطبيق الرسوم على حاملي التأشيرة الجدد، فمن المرجح أن تسبب نقصًا في العمالة على المديين المتوسط والطويل وليس الاضطراب الفوري.

“جاري تان” المدير التنفيذي لـ “واي كومبيناتور”

كتب في منشور على منصة “إكس”: قرار “ترامب” كان خطأ لأنه يعيق الشركات الناشئة ويمثل هدية لكل مركز تقني في الخارج بما في ذلك فانكوفر وتورونتو في كندا.

سيتي ريسيرش

أوضحت في مذكرة أنه في حال تطبيق رسوم التأشيرة البالغة 100 ألف دولار، فإن ذلك سيزيد من تكلفة ممارسة الأعمال التجارية لشركات خدمات تكنولوجيا المعلومات والعملاء النهائيين في الولايات المتحدة مما يؤثر على أرباح الشركات.

قرار ترامب يمثل تحديًا مباشرًا لشركات التعهيد الهندية مثل “تاتا كونسالتنسي سيرفسيز” و”إنفوسيس”، التي تعتمد على هذا البرنامج لتوظيف آلاف المهندسين للعمل لدى شركات أمريكية مثل “سيتي جروب” و”وول مارت”.

ويتوقع أن تُعيد هذه الشركات تقييم استراتيجياتها وتوزيع مهامها نتيجة للزيادة المفاجئة في التكاليف.

على الفور، نصحت شركات وادي السيليكون موظفيها بعدم السفر خارج الولايات المتحدة، فيما سارع العمال الأجانب لحجز رحلات جوية، بينما أكد البيت الأبيض أن القرار يشمل المتقدمين الجدد فقط وليس حاملي التأشيرات الحاليين أو الراغبين في تجديدها.

رغم صدمة الهند، حذرت الحكومة الهندية من العواقب الإنسانية لهذا القرار، مشيرة إلى أن تبادل العمالة الماهرة بين البلدين يعود بالنفع الكبير على كلا الاقتصادين.

وفي الوقت نفسه، قد ينعكس القرار سلبًا على الشركات الأمريكية من خلال رفع التكاليف ودفع بعضها لنقل أجزاء من أعمالها إلى الخارج.

الشركات الأكثر استخدامًا لتأشيرة “إتش-1 بي”    

الشركة

عدد الموظفين الحاصلين على التأشيرة
(ألف موظف)

أمازون دوت كوم سيرفسيز

10.044

تاتا كونسالتسي سيرفسيز

5.505

مايكروسوفت

5.189

ميتا بلاتفورمز

5.123

آبل

4.202

جوجل

4.181

يعتبر كثيرون أن القرار اختبار ضغط للشركات الأمريكية أكثر منه للعمال الأجانب، مع الأخذ في الاعتبار أن حاملي تأشيرات “H1-B” وعائلاتهم يساهمون بنحو 86 مليار دولار سنويًا في الاقتصاد الأمريكي.

وقد يؤدي القرار إلى تعطيل مسار رئيسي لتدفق المواهب في الصناعات الأمريكية، لكن المحامون يتوقعون تحديات قانونية أمام القرار، مما يجعل مستقبله غير مؤكد، كما هو الحال مع العديد من السياسات المفاجئة التي اعتمدها الرئيس منذ عودته إلى البيت الأبيض.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى