الاقتصاديةالعملات

أسواق العملات بين الملاذات الآمنة وعملات السلع..قراءة أداء 2025 وتحولات سبتمبر

قدمت أسواق العملات أداءً متباينًا منذ مطلع 2025، مع استمرار قوة الطلب على الملاذات الآمنة مثل الفرنك السويسري واليورو، في حين شهد شهر سبتمبر تحوّلًا ملحوظًا نحو العملات المرتبطة بالسلع ذات العوائد الأعلى مثل الدولار الأسترالي والنيوزيلندي.

تصدر الفرنك السويسري قائمة أفضل العملات أداءً، محققًا ارتفاعًا بنسبة 14.34% أمام الدولار الأمريكي، في ظل استمرار حالة الضبابية الجيوسياسية والاقتصادية التي عززت الطلب على الأصول الآمنة. وجاء اليورو في المركز الثاني بمكاسب 13.69%، بدعم من تحسن التوقعات الاقتصادية وتراجع المخاطر السياسية في منطقة اليورو.

وحافظ الجنيه الإسترليني على صعود معتدل بنسبة 8.77% رغم الجدل المستمر حول أسعار الفائدة وضعف نمو الاقتصاد البريطاني.

أما الدولار الأسترالي والين الياباني فحققا مكاسب بلغت 7.67% و6.87% على التوالي، مما يعكس توازنًا بين العملات الدفاعية وعالية المخاطر، بينما سجل الدولار الكندي أدنى المكاسب عند 4.42% متأثرًا بتراجع أسعار النفط وضعف النمو المحلي.

شهد سبتمبر تحولًا في المزاج الاستثماري، حيث تصدر الدولار الأسترالي المكاسب بنسبة 1.96%، يليه الدولار النيوزيلندي بارتفاع 1.17%، مع تحسن الطلب على السلع وتزايد التفاؤل تجاه اقتصادات آسيا-المحيط الهادئ.

وبالرغم من تفوق الفرنك السويسري على مدار العام، اقتصر صعوده في سبتمبر على 0.80%، فيما سجلت تحركات اليورو والجنيه الإسترليني أقل من 1%. على الجانب الآخر، تراجع الين الياباني بنسبة 0.11% والدولار الكندي 0.26%.

تشير المؤشرات إلى استمرار الميل العام نحو الملاذات الآمنة مثل الفرنك واليورو والين، إلا أن أداء سبتمبر يعكس انتعاشًا مؤقتًا لشهية المخاطرة مع صعود عملات السلع.

وبالنسبة للدولار الأمريكي، فقد بقي الأضعف نسبيًا، متأثرًا بتحولات السياسات النقدية العالمية وتدفقات رؤوس الأموال.

وتبقى التساؤلات موجهة نحو مدى استدامة هذا التحول: هل ستستمر عملات السلع في الصعود بدعم من ارتفاع أسعار الموارد، أم أن الملاذات الآمنة ستستعيد زخمها مع أي موجة جديدة من التقلبات؟

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى