اقتصاد المغربالأخبار

ميناء الناظور يثير قلق الأندلس ويعيد ترتيب المنافسة اللوجستية في البحر الأبيض المتوسط

يشهد الساحل المتوسطي المغربي قرب مدينة مليلية المحتلة، تطوير مشروع ضخم لميناء جديد باسم “الناظور غرب المتوسط”، يثير موجة من القلق في الأوساط اللوجستية بالأندلس، حيث يعتبره خبراء إسبان منافساً مباشراً للموانئ التقليدية مثل الجزيرة الخضراء ومالقة.

وأفادت صحيفة “إل ديباتي” الإسبانية أن المشروع، الذي تبلغ كلفته الإجمالية حوالي 730 مليون يورو، يحظى بدعم مالي قوي من مؤسسات أوروبية، أبرزها البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، الذي قدم قروضاً تجاوزت 300 مليون يورو، آخرها في مارس الماضي بقيمة 110 ملايين يورو.

كما شمل التمويل الأوروبي منحاً بقيمة 5 ملايين يورو من الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى دعم إضافي قدره 5.5 ملايين يورو لمشاريع الاستدامة البيئية.

من المقرر أن تنتهي المرحلة الأولى من الميناء بين أواخر 2026 وبداية 2027، مع قدرة تشغيلية تتراوح بين 3.5 و5.5 ملايين حاوية سنوياً، إضافة إلى معالجة نحو 25 مليون طن من الهيدروكربونات.

ويتميز المشروع بموقع استراتيجي وتكاليف تشغيل منخفضة مقارنة بالموانئ الأوروبية، ما يجعله جاذباً لشركات الشحن العالمية، خصوصاً مع مرونة اللوائح البيئية مقارنة بالتشريعات الأوروبية الصارمة مثل ضريبة الانبعاثات.

ويمتد ميناء الناظور على مساحة واسعة تشمل رصيفاً رئيسياً بطول 4.2 كيلومتر ومنصة تشغيل تبلغ 60 هكتاراً، مزودة بأحدث المعدات من بينها ثماني رافعات جسرية و24 رافعة RTG.

كما يولي المشروع أهمية خاصة للنشاطات الطاقية، عبر تخصيص مرافق للهيدروكربونات والفحم والشحن العام، ما يعزز مكانة المغرب كمركز لوجستي وصناعي في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وتشير التقديرات إلى أن الميناء الجديد قد يؤثر بشكل مباشر على حركة الحاويات في ميناء الجزيرة الخضراء، الذي تعامل مع 4.7 ملايين حاوية في عام 2024.

ومع تكاليفه المنخفضة وموقعه المتميز، قد يتحول ميناء الناظور إلى نقطة جذب رئيسية لحركة الشحن الدولية، ما يضع الموانئ الأندلسية أمام تحدٍ كبير للحفاظ على قدرتها التنافسية.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى