دور المغرب في التحول الطاقي في إفريقيا
كشفت دراسة حديثة لمجلة “Nature” العالمية أن “المملكة المغربية تستحوذ إلى جانب جنوب أفريقيا ومصر ونيجيريا وكينيا على نصف الاستثمارات الأجنبية في قطاع الطاقات المتجددة بالقارة الأفريقية”.
وأوضحت الدراسة أن “الدول الأفريقية، من بينها المغرب، تتجه في المستقبل للاعتماد على الطاقة النظيفة والتخلي عن الوقود الأحفوري، مع الانتقال إلى أنظمة الطاقة الكهربائية المعتمدة على الطاقات المتجددة”.
وأشارت المجلة إلى أن “المملكة المغربية من أكثر الدول الأفريقية التي تنوع مصادر طاقتها النظيفة؛ من طاقة ريحية، وهيدروجين، ومحطات شمسية”، محتلة بذلك الصنف الثاني من التصنيف الذي يجعلها من الدول التي تعتمد في مصادرها الطاقية على نسبة تقارب 25 بالمائة في تلبية حاجياتها.
ويعد المغرب من الدول الرائدة في مجال الطاقة المتجددة في إفريقيا، حيث بلغ إجمالي طاقته الكهربائية المتجددة 5.3 غيغاواط، بحلول نهاية عام 2022، بما يمثل 26% من إجمالي طاقته الكهربائية. ويتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 10 غيغاواط بحلول عام 2030.
وتركز استثمارات المغرب في الطاقة المتجددة على ثلاثة مجالات رئيسية:
الطاقة الشمسية: حيث تمتلك المغرب أكبر محطة للطاقة الشمسية في إفريقيا، وهي محطة نور ميدلت، بقدرة 160 ميغاواط. كما تخطط المغرب لإنشاء محطة نور ميدلت 2 بقدرة 150 ميغاواط، ومحطة نور أزيلال بقدرة 80 ميغاواط.
الطاقة الريحية: حيث تمتلك المغرب ثالث أكبر مزرعة رياح في إفريقيا، وهي مزرعة ريحية طلعت، بقدرة 200 ميغاواط. كما تخطط المغرب لإنشاء مزرعة رياح أخرى بقدرة 200 ميغاواط.
الهيدروجين الأخضر: حيث تخطط المغرب لإنشاء أول مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في إفريقيا، بقدرة 10 ميغاواط.
ويلعب التحول الطاقي في المغرب دورًا مهمًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث يساهم في الحد من انبعاثات الكربون، وتحسين جودة الهواء، وخلق فرص عمل جديدة. كما يساهم التحول الطاقي في تعزيز الأمن الطاقي للمغرب، وجعله أقل اعتمادًا على واردات الوقود الأحفوري.
من المتوقع أن يستمر المغرب في لعب دور رائد في التحول الطاقي في إفريقيا، حيث يمتلك العديد من المزايا التي تؤهله لذلك، منها:
موقعه الجغرافي الاستراتيجي: حيث يقع المغرب على ساحل البحر الأبيض المتوسط، مما يوفر له إمكانية الوصول إلى مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
توفر الموارد المالية: حيث يتمتع المغرب باقتصاد قوي، مما يسمح له بتمويل مشاريع الطاقة المتجددة.
الالتزام السياسي: حيث يمتلك المغرب حكومة ملتزمة بالتحول الطاقي.
وبفضل هذه المزايا، من المتوقع أن يواصل المغرب زيادة استثماراته في قطاع الطاقة المتجددة، ويصبح مركزًا للطاقة المتجددة في إفريقيا.