الاقتصاديةالتكنولوجيا

الصين تطلق تحالفات ذكاء اصطناعي وطنية لتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية

في خطوة استراتيجية تعكس تسارع جهود بكين لبناء منظومة وطنية قوية ومستقلة في مجال الذكاء الاصطناعي، أعلنت كبرى شركات التقنية الصينية عن تأسيس تحالفين صناعيين جديدين يهدفان إلى دعم الابتكار المحلي وتقليص الاعتماد على التكنولوجيا الغربية، خاصة في ظل القيود الأميركية المفروضة على صادرات الشرائح المتقدمة.

جاء هذا الإعلان خلال فعاليات مؤتمر الذكاء الاصطناعي العالمي الذي أقيم في مدينة شنغهاي واختتم أعماله يوم الإثنين، وشهد حضوراً واسعاً من نخبة الشركات الصينية وخبراء الصناعة، وسط اهتمام دولي متزايد بالمشهد التكنولوجي الصيني.

التحالف الأول، الذي يحمل اسم “تحالف ابتكار منظومة نماذج الرقائق”، يهدف إلى تسريع تطوير نماذج لغوية محلية مدعومة بشرائح ذكاء اصطناعي مصنّعة في الصين.

ويضم هذا التحالف شركات رائدة مثل هواوي، وبيرين، ومور ثريدز، التي تأثرت جميعها بالعقوبات الأمريكية التي تحد من وصولها للتقنيات المتقدمة، خصوصاً رقائق “إنفيديا”.

أما التحالف الثاني، فقد تم إنشاؤه تحت إشراف لجنة الذكاء الاصطناعي بغرفة تجارة شنغهاي، ويركّز على دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات الصناعية والخدمية.

ويضم شركات بارزة مثل سينس تايم المدرجة على قائمة العقوبات الأمريكية، إلى جانب ميني ماكس، ميتاكس، إيلوفاتار كور إكس، وستيب فن المتخصصة في تطوير أنظمة برمجية ذكية.

ولم يقتصر المؤتمر على التحالفات الصناعية فحسب، بل شهد أيضاً استعراض أحدث الابتكارات الذكية للمستهلكين، من بينها نظارات Quark AI الذكية التي كشفت عنها مجموعة علي بابا، والمقرر طرحها في السوق الصينية نهاية عام 2025.

وتتيح هذه النظارات استخدام الخرائط، التنقل، والدفع عبر Alipay من خلال أوامر صوتية فقط، بالاعتماد على نموذج الذكاء الاصطناعي Qwen AI المطوّر داخلياً.

تشير هذه المبادرات إلى اتجاه واضح لدى الصين نحو بناء بنية تحتية محلية مكتملة للذكاء الاصطناعي، تشمل البرمجيات، النماذج، والشرائح، في ظل التحديات الجيوسياسية المتزايدة، وخاصة القيود المفروضة من الولايات المتحدة على التكنولوجيا المتقدمة.

ويؤكد هذا التحول أن الصين لا تسعى فقط إلى اللحاق بركب الابتكار العالمي، بل إلى قيادة مسار جديد للذكاء الاصطناعي قائم على الاكتفاء الذاتي والتطوير المحلي، مع دعم حكومي وشراكات صناعية واسعة تهدف إلى تحصين الاقتصاد الرقمي من الضغوط الخارجية.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى