الصين تتصدر طفرة الطاقة الشمسية عالميًا وسط تراجع الدعم في أمريكا

في ظل التحولات الجذرية التي يشهدها قطاع الطاقة العالمي، تواصل الطاقة الشمسية تعزيز موقعها كأسرع مصادر الكهرباء نموًا بفضل انخفاض التكاليف وتزايد الالتزام بالتحول البيئي.
تقرير جديد صادر عن معهد الطاقة ضمن مراجعة الطاقة العالمية لعام 2025، سلط الضوء على تسارع الاعتماد على هذا المصدر النظيف، خاصة في الاقتصادات الكبرى.
تربعت الصين على عرش الطاقة الشمسية عالميًا، حيث بلغت قدرتها المركبة 887.9 ألف ميغاواط بنهاية عام 2024، بنمو سنوي مذهل تجاوز 45%، وهو ما يفوق بخمسة أضعاف قدرة الولايات المتحدة، أقرب منافسيها.
هذا النمو يعكس التزام الصين بخططها الصناعية والمناخية، ودورها الريادي في تصنيع المكونات الأساسية كالخلايا والألواح الشمسية.
رغم احتلالها المركز الثاني عالميًا بقدرة إنتاجية بلغت 177.4 ألف ميغاواط في 2024، وزيادة سنوية بلغت 27.5%، تواجه الولايات المتحدة مستقبلاً غامضًا في قطاع الطاقة الشمسية، نتيجة تغيّرات سياسية حادة.
ففي خطوة مثيرة للجدل، ألغى الرئيس الحالي دونالد ترامب العديد من الحوافز التي سبق أن أقرها سلفه جو بايدن لتشجيع الطاقة النظيفة.
وقد وقع ترامب مؤخرًا أمرًا تنفيذيًا يلزم الوكالات الفيدرالية بتقليص الإعفاءات الضريبية والدعم لمشاريع الطاقة الشمسية والرياح، بحجة تهديدها لأمن شبكة الكهرباء الوطنية والاعتماد على واردات أجنبية في سلاسل التوريد.
أكبر الدول المنتجة للطاقة الشمسية خلال عام 2024 |
||
الدولة |
إجمالي القدرة المركبة (ألف ميجاواط) |
نسبة النمو السنوية (%) |
الصين |
887.93 |
45.6 |
الولايات المتحدة |
177.47 |
27.5 |
الهند |
97.38 |
33.7 |
اليابان |
91.61 |
2.8 |
ألمانيا |
89.94 |
20.1 |
البرازيل |
53.11 |
40.0 |
إسبانيا |
38.58 |
21.0 |
أستراليا |
38.47 |
15.6 |
إيطاليا |
36.01 |
22.7 |
كوريا الجنوبية |
26.64 |
13.4 |
هولندا |
24.04 |
13.0 |
فرنسا |
21.53 |
23.7 |
بولندا |
20.12 |
23.0 |
تركيا |
19.88 |
76.1 |
فيتنام |
18.66 |
0.4 |
وفقًا لتقرير مشترك بين “رابطة صناعات الطاقة الشمسية” وشركة “وود ماكنزي”، يُتوقّع أن تشهد الولايات المتحدة تباطؤًا ملحوظًا في تركيب الأنظمة الشمسية الجديدة خلال السنوات الخمس القادمة، ما قد يحدّ من قدرة البلاد على مجاراة النمو العالمي في هذا القطاع.
على الجانب الأوروبي، برزت فرنسا وبولندا بمعدلات نمو قوية (23.7% و23% على التوالي)، بينما سجّلت دول مثل ألمانيا، إيطاليا، وإسبانيا تقدمًا ملحوظًا في قدراتها الشمسية. هذا الزخم يعكس تسارع التزامات أوروبا بالتحول الطاقي والحد من انبعاثات الكربون.
وفي آسيا، تباين الأداء بين الدول. فقد سجّلت اليابان نموًا ضعيفًا، بينما تراجعت فيتنام بشكل ملحوظ، ما يشير إلى تحديات تنظيمية واستثمارية تعرقل التوسع في بعض الأسواق الناشئة.
السباق العالمي نحو الطاقة الشمسية يشهد ديناميكيات متغيرة، تقودها الصين بقوة، فيما تهدد التغييرات السياسية في الولايات المتحدة مستقبل الاستثمار في هذا المجال. في المقابل، تبرز أوروبا كلاعب متزايد التأثير في مسار الانتقال الطاقي، مع استمرار بعض دول آسيا في فقدان الزخم.