نزار بركة: دعم الفلاحين الصغار والمتوسطين ركيزة أساسية لتحقيق العدالة المجالية

في ظل التحديات المتفاقمة التي يواجهها القطاع الفلاحي، يبرز صوت الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، ليؤكد أن الفلاحين الصغار والمتوسطين هم الشريحة الأكثر تضررًا.
هذه الفئة، التي تشكل عصب الاقتصاد والمجتمع في المملكة، تواجه صعوبات جمة جراء الجفاف، قلة الأمطار، ارتفاع تكاليف الإنتاج، والخلل في سلاسل التسويق والتوزيع.
جاء هذا التأكيد خلال فعاليات المؤتمر الوطني السادس للاتحاد العام للفلاحين بالمغرب، حيث شدد بركة على ضرورة توجيه الدعم الحكومي بشكل فعال لضمان استفادة هذه الفئات من الجهود المبذولة لتخفيف وطأة هذه التحديات، والتي تلقي بظلالها السلبية على النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمملكة.
و أوضح بركة أن حزب الاستقلال يتفاعل دائمًا مع قضايا الوطن ويناصر هموم الفلاحين بجميع فئاتهم. كما يساهم الحزب بقوة اقتراحية في بلورة السياسات الفلاحية الهادفة إلى تحقيق العدالة المجالية والمهنية في القطاع الفلاحي.
وأشار إلى أن هذا المؤتمر يمثل فرصة لتقييم الأداء، تثمين الإنجازات، رصد الإخفاقات وإيجاد سبل تجاوزها، وابتكار أساليب جديدة للارتقاء بالأداء وتعزيز الحضور المهني.
أكد بركة أن الحزب يرى أن التنمية المستدامة لا يمكن أن تتحقق دون إنصاف العالم القروي، وأن العدالة الترابية تتطلب إعطاء الأولوية القصوى للفلاحين الصغار والمتوسطين، وخاصة في المناطق النائية.
واستشهد في هذا الصدد بمقولة الزعيم الراحل علال الفاسي: “الفلاح هو عماد الأمة، وإذا صلح حاله صلح حال البلاد”، مؤكدًا أنه “لا تنمية بدون عدالة في توزيع الأرض والماء، ولا عدالة بدون تمليك الفلاح لما يزرع”.
تطرق الأمين العام لحزب الاستقلال إلى الالتفاتة الملكية المتعلقة بإعادة تشكيل القطيع، مشيرًا إلى أن الحكومة تعمل على تنفيذ برنامج استعجالي يتضمن تدابير مالية وإدارية مهمة لتحقيق السيادة الوطنية في مجال اللحوم. ولفت أيضًا إلى الإجراءات المتخذة لدعم قطاعات أخرى مثل الدواجن، الأبقار، والحبوب.
شدد بركة على أهمية قطاع الماء، مبرزًا جهود تسريع إنجاز السدود لحماية القطاع الفلاحي والمواطنين من الفيضانات.
كما نوه بمشاريع تحلية مياه البحر باستخدام الطاقات المتجددة، والتي من المتوقع أن تغطي مختلف المناطق الساحلية وتوفر نصف احتياجات المغرب من الماء الصالح للشرب بحلول عام 2030، بالإضافة إلى توفير مياه إضافية للري في المناطق التي كانت تساهم في توفير المياه للمدن الساحلية الكبرى.