اقتصاد المغربالأخباربورصة الدار البيضاء

بورصة الدار البيضاء: قطاع التعدين يحلق بـ 70% نموًا في 2025 بفضل الأداء الاستثنائي لـ “مناجم”

في خضم تقلبات جيوسياسية معقدة، خاصة بين إيران وإسرائيل، نجح قطاع المناجم المدرج في بورصة الدار البيضاء في فرض نفسه كأحد النجوم الساطعة في سماء الأسواق المالية المغربية لعام 2025.

حيث سجل القطاع ارتفاعاً سنوياً مبهراً بنسبة تقارب 70%، مما جعله ثاني أسرع القطاعات نمواً في السوق، متفوقاً على العديد من القطاعات التقليدية.

ويُعزى هذا النمو الاستثنائي بشكل رئيسي إلى الأداء اللافت لشركة مناجم (Managem)، التي شهد سهمها قفزة قياسية بأكثر من 122% خلال العام، نتيجة استراتيجية توسعية طموحة وتركيز على مشاريع جديدة في القارة الإفريقية وكذلك دخولها في مجال الطاقة المتجددة.

تُظهر توقعات “بي إم سي إي كابيتال غلوبال ريسيرش” (BKGR) أن شركة مناجم ستصل إلى رقم معاملات يبلغ حوالي 12.2 مليار درهم في 2025، مسجلة نمواً بنحو 38%.

ويُعتبر تدشين مشروعي بوتو في السنغال وتيزرت في المغرب، اللذان سيدخلان الإنتاج خلال النصف الثاني من العام، المحرك الرئيسي لهذا النمو.

كما من المتوقع أن تتضاعف الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك (EBITDA) إلى 2.4 مليار درهم مقارنة بـ140 مليون درهم فقط في 2024.

علاوة على ذلك، تشير التقديرات إلى وصول صافي الربح الموحد للمجموعة (RNPG) إلى 1.03 مليار درهم في 2025، مع استهداف أعلى في 2026 بقيمة 1.84 مليار درهم.

على الرغم من أن التقييم السوقي الحالي يظهر مضاعف سعر إلى ربح مرتفع (PER 60.8x)، إلا أن المستثمرين يراهنون على استمرار النمو، مدعومين بتنويع مصادر الطاقة عبر شركة Manergy التابعة لمناجم، والتي تعمل على الغاز والكوبالت والكبريتات.

على العكس من مناجم، تواجه شركة CMT تعافياً تدريجياً بعد سنة 2024 التي تميزت بخسائر ومخصصات استثنائية ونزاعات إدارية. ويتوقع أن تعود الشركة إلى الربحية في 2025 بصافي ربح يُقدر بـ169 مليون درهم، مدعوماً ببدء تشغيل منجم إغرم أوسار الذي يحوي احتياطيات كبيرة تفوق 6 ملايين طن.

لكن رغم ذلك، تبقى المخاطر قائمة بسبب الحجز القضائي على أصول الشركة بقيمة 3.1 مليار درهم، مما يجعل مستقبلها المالي غير واضح. ولذلك يوصي المحللون بموقف “الاحتفاظ”، مع وجود فرصة محتملة للصعود تصل إلى 15.8%.

تواصل شركة SMI التابعة لمناجم تقديم أداء متوازن، مع توقع نمو متواضع للإيرادات بنسبة 5% لتصل إلى 1.1 مليار درهم في 2025. ويُعتبر السهم خياراً مناسباً للمستثمرين الباحثين عن استقرار في ظل تقييم معقول (PER 20.3x) وعائد توزيعات نقدية جيد يتجاوز 4%.

يدعم هذا الأداء تحسن الإنتاج في منجم إيميتر والتوسع في أنشطة التعدين تحت الأرض، إضافة إلى استفادة الشركة من الطلب العالمي المتزايد على الفضة والمعادن الصناعية، خاصة مع نمو قطاعات الطاقة الشمسية والإلكترونيات.

تشير توقعات BKGR إلى نمو قطاع التعدين المغربي بنسبة 32.9% في الإيرادات و75.7% في الأرباح الصافية الموحدة خلال 2025، يقودها بوضوح نمو شركة مناجم.

لكن يبدو القطاع مقسماً بين شركتين تقليديتين (CMT و SMI) تعيشان استقراراً أو تعافياً محدوداً، وشركة مناجم التي تشهد تحولاً جذرياً وانطلاقة قوية نحو آفاق جديدة. يبقى السؤال المطروح: هل ستثبت هذه الرهانات في 2026، خصوصاً مع اعتماد مناجم المتزايد على الأسواق الإفريقية ومصادر الطاقة المتجددة؟

إنه تحدٍ محفوف بالمخاطر، ولكنه في ذات الوقت يحمل في طياته فرصاً واعدة لتأكيد موقع المغرب كقوة إقليمية في مجال التعدين في السنوات القادمة.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى