اقتصاد المغربالأخبار

المغرب يخطو نحو مستقبل طاقي نظيف بإطلاق أول محطة رياح بحرية في إفريقيا

في خطوة استراتيجية جديدة، يستعد المغرب لإطلاق أول محطة رياح بحرية في تاريخه، والتي ستكون الأولى من نوعها على مستوى القارة الإفريقية، ضمن جهوده الطموحة لتعزيز نسبة الطاقة المتجددة إلى 52% من مزيج الكهرباء الوطني بحلول عام 2030.

يقع المشروع على الساحل القريب من مدينة الصويرة، بقدرة إنتاجية تصل إلى 1000 ميغاواط، ما يعزز من مكانة المغرب كقوة رائدة في مجال الطاقة النظيفة على المستوى الإقليمي والقاري.

تم الإعلان الرسمي عن المشروع في 10 يونيو 2025 بمدينة نيس الفرنسية، خلال فعاليات يوم البحر الأبيض المتوسط المصاحب لمؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات (UNOC3).

يُعد المشروع من بين الاستثمارات الأولى التي يمولها صندوق شراكة البحر الأبيض المتوسط الزرقاء (MBP)، وهو صندوق متعدد المانحين يهدف لدعم الاقتصاد الأزرق المستدام في مناطق جنوب المتوسط والبحر الأحمر.

من المتوقع أن تبدأ أشغال البناء بحلول عام 2029، في إطار استراتيجية وطنية لتعزيز استقلالية المغرب الطاقية وزيادة تنافسيته الصناعية والاقتصادية.

وأكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، أن هذا المشروع يتماشى مع رؤية المملكة الطموحة، مشددة على أن الرياح البحرية تمثل مستقبلًا واعدًا لإنتاج الكهرباء النظيفة.

اختير ساحل الصويرة نظراً لامتلاكه رياحاً بحرية قوية ومستقرة بمتوسط سرعة 11 مترًا في الثانية، مما يضمن إنتاجية عالية وكفاءة اقتصادية كبيرة للمشروع.

شهد المغرب ارتفاعاً في القدرة التراكمية لطاقة الرياح من 1.898 غيغاواط في 2023 إلى 2.368 غيغاواط في 2024، بزيادة قياسية قدرها 520 ميغاواط، بنسبة نمو 372% وفق منصة “الطاقة”.

وساهمت طاقة الرياح بنسبة 21.23% من مزيج الكهرباء في 2025، مقارنة بـ 15.4% في 2023، ما يعكس زيادة ملموسة في اعتماد المغرب على مصادر الطاقة المتجددة.

يمثل مشروع الصويرة نقلة نوعية في توجهات المغرب الطاقية، إذ يتوسع في مجال الرياح البحرية إلى جانب الطاقة الشمسية والرياح البرية، معززًا موقعه القيادي في المنطقة، ومؤكداً نضجه الاستراتيجي في استغلال الموارد المتجددة.

تشير دراسات مجلس طاقة الرياح العالمي إلى أن المغرب يمتلك إمكانات هائلة تصل إلى 200 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية، مما يتيح فرصة ضخمة لتغيير مزيج الطاقة الوطني وتقليل الاعتماد على واردات الطاقة.

وعالمياً، تتوقع شركة ريستاد إنرجي زيادة القدرة الإنتاجية لطاقة الرياح البحرية بنحو 19 غيغاواط بحلول 2025، ومن المتوقع أن يلهم دخول المغرب إلى هذا السوق دولاً أخرى في حوض المتوسط لاتخاذ خطوات مماثلة في مسار التحول الطاقي المستدام.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى