هبوط الأسهم السعودية لليوم الثاني وسط ترقب قرار الفيدرالي وتصاعد التوترات الإقليمية

افتتح سوق الأسهم السعودي تعاملات يوم الأربعاء على انخفاض واضح، مستمراً في تراجعه لليوم الثاني على التوالي، متأثراً بتقلبات الأسواق الإقليمية والعالمية، وترقب المستثمرين لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، إضافة إلى تصاعد المخاوف الجيوسياسية في المنطقة.
انخفض المؤشر العام للسوق “تاسي” بنسبة 0.69%، بما يعادل 77.83 نقطة ليصل إلى 10,636.33 نقطة . سادت حالة من الهبوط العام، حيث سيطر اللون الأحمر على جميع القطاعات الكبرى.
وجاء قطاع الطاقة في مقدمة القطاعات الخاسرة بتراجع نسبته 0.73%، يليه قطاع المواد الأساسية الذي انخفض بنسبة 0.71%، ثم قطاع البنوك بانخفاض 0.50%، وأخيراً قطاع الاتصالات الذي سجل تراجعاً بنسبة 0.35%.
وشهد أداء الأسهم تراجعاً واسع النطاق، حيث هبطت أسعار 220 سهماً، كان من أبرزها سهم “إعمار” بنسبة 3.21%، وسهم “الأبحاث والإعلام” الذي فقد 3.16%، إلى جانب سهم “اتحاد الخليج الأهلية” بانخفاض 3.10%.
في المقابل، ارتفعت أسعار 20 سهماً فقط، على رأسها سهم “جبسكو” الذي صعد بنسبة 4.73%، يليه “كيمانول” بزيادة 2.42%، وسهم “المتقدمة” الذي سجل ارتفاعاً بنسبة 1.44%. أما الأسهم القيادية مثل “أرامكو” و”مصرف الراجحي”، فقد شهدت انخفاضات ملحوظة منذ بداية الجلسة.
تتجه أنظار المستثمرين نحو إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المرتقب مساء اليوم بشأن أسعار الفائدة، وسط توقعات واسعة بأن يبقي الفيدرالي على معدلات الفائدة دون تغيير للمرة الرابعة على التوالي.
يركز المستثمرون على تصريحات رئيس الفيدرالي حول الوضع الاقتصادي العالمي، حيث يحذر محللون من أن استمرار أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول مما هو متوقع قد يزيد الضغوط على الشركات المثقلة بالديون، ويرفع من المخاطر على مخصصات البنوك، مما قد يؤثر سلباً على توزيعات الأرباح.
في الوقت نفسه، أثرت أسعار الفائدة المرتفعة سلباً على أرباح الشركات في الفترات المالية الماضية، مما حد من قدرتها على تقديم توزيعات نقدية مغرية للمستثمرين.
وعلى الصعيد الجيوسياسي، مع دخول النزاع الإسرائيلي-الإيراني أسبوعه الثاني، دفع التوتر المتصاعد أسعار النفط إلى الارتفاع، مقتربة من أعلى مستوياتها خلال خمسة أشهر، إلا أن أسهم قطاع الطاقة السعودي، وعلى رأسها “أرامكو”، ما تزال تواجه ضغوطاً، مع توقعات السوق بأن مكاسب النفط الحالية قد تكون مؤقتة ولا تكفي لتعويض تأثيرات الصراع في المنطقة.
تماشياً مع الاتجاه السلبي العام في السوق، شهد سهم “طيران ناس” انخفاضاً حاداً تجاوز 10% خلال التعاملات المبكرة، ما دفع إلى تعليق تداول السهم.
وكان سهم “طيران ناس” قد بدأ تداوله اليوم كأول شركة طيران تُدرج في السوق الرئيسي، لكنه واجه تحديات كبيرة مع بدء الجلسة في ظل مناخ تشاؤمي للسوق، رغم التوقعات التي رأت في إدراجه فرصة لتعزيز نشاط البورصة.