Bitget Banner
الاقتصادية

البنوك المركزية تراهن على الذهب وتقلص اعتمادها على الدولار في ظل تحولات اقتصادية

أظهر استطلاع جديد أجراه مجلس الذهب العالمي تغيرًا ملحوظًا في توجهات البنوك المركزية حول العالم، إذ تتجه بشكل متزايد نحو تعزيز احتياطياتها من الذهب على حساب الدولار الأمريكي، في ظل تصاعد المخاوف الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية العالمية.

ووفقًا للنسخة الثامنة من الاستطلاع السنوي للمجلس، فإن 95% من البنوك المركزية المشاركة تتوقع زيادة حيازاتها من الذهب خلال العام المقبل، وهو أعلى مستوى يُسجل منذ انطلاق هذا الاستطلاع.

كما عبّر 7% من المشاركين عن نيتهم زيادة تخزين الذهب محليًا، في نسبة لم تُسجّل بهذا الارتفاع منذ فترة ما بعد جائحة كورونا.

أما على المدى المتوسط، فتتوقع 76% من البنوك المركزية استمرار هذا الاتجاه خلال السنوات الخمس المقبلة، ارتفاعًا من 69% في استطلاع العام الماضي.

وفي المقابل، أشار ما يقرب من 75% من المستجيبين إلى أنهم يتوقعون تراجع احتياطياتهم من الدولار الأمريكي خلال الفترة ذاتها، مقارنة بـ62% في العام السابق.

ويبدو أن الاختلافات بين الاقتصادات المتقدمة والناشئة تتجلى بشكل أوضح عندما يتعلق الأمر بالعوامل المؤثرة في قرارات إدارة الاحتياطيات.

فعلى الرغم من الإجماع شبه التام (93%) على أن أسعار الفائدة تظل عنصرًا حاسمًا في تلك القرارات، إلا أن تقييم مخاطر التضخم والتوترات الجيوسياسية يختلف بين الجانبين.

فقد اعتبر 84% من البنوك في الأسواق الناشئة أن التضخم يمثل مصدر قلق رئيسي، مقارنة بـ67% فقط في الاقتصادات المتقدمة. أما المخاوف الجيوسياسية، فكانت أكثر حضورًا لدى البنوك الناشئة (81%) مقابل 60% لدى المتقدمة.

وفيما يتعلق بالتجارة الدولية، أبدى 59% من المشاركين قلقهم من أثر النزاعات التجارية والرسوم الجمركية المحتملة على قراراتهم الاحتياطية. هذا القلق بدا أكثر حدة في الدول النامية (69%) مقارنة بنظيراتها المتقدمة (40%).

وفي ختام التقرير، أكد مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية قامت بشراء أكثر من 1000 طن متري من الذهب سنويًا خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وهو ما يُمثل طفرة واضحة مقارنة بمتوسط الشراء الذي كان يتراوح بين 400 و500 طن فقط خلال العقد السابق.

هذه التحولات تشير إلى تحوّل استراتيجي في إدارة الأصول الاحتياطية حول العالم، حيث يبدو أن الثقة في الذهب كملاذ آمن تتعزز في مواجهة مستقبل اقتصادي تتخلله التحديات والاضطرابات.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى