انخفاض أسعار خام الحديد تحت ضغط مخاوف الطلب وتحديات قطاع العقارات في الصين

تراجعت أسعار عقود خام الحديد إلى ما دون 700 يوان للطن أواخر مايو، لتسجل أدنى مستوياتها منذ سبتمبر الماضي، وسط أجواء من التشاؤم المتزايد بشأن الطلب الصيني على المعادن الحديدية.
ويُعزى هذا التراجع بالأساس إلى الأوضاع المتعثرة في سوق العقارات، حيث تواجه الصين فائضًا في المعروض السكني، ما دفع السلطات لمناقشة فرض حظر على بيع المنازل غير المكتملة.
خطوة كهذه، إذا طُبقت، قد تُفقد شركات التطوير العقاري مصدراً حيوياً للتمويل، مما يزيد من الضغوط المالية على قطاع يعاني بالفعل من تراكم الديون ويواجه خطر الانهيار، وهو ما سيضعف بدوره الطلب على الصلب في السوق العالمية.
وفي حال قررت الحكومة المركزية تنفيذ هذه السياسة، فمن المرجح أن يتفاقم تأثير خفض حصص إنتاج الحديد المقررة لهذا العام. وقد أشارت مجموعة “باوستيل”، إحدى أبرز شركات الصلب الصينية، إلى احتمال تقليص الإنتاج بنحو 50 مليون طن خلال عام 2025، في إشارة إلى توقعات بانكماش حاد في الإمدادات.
ورغم محاولات الحكومة الصينية لإنعاش الاقتصاد من خلال خفض أسعار الفائدة وتيسير السيولة النقدية، إلى جانب إشارات بزيادة إصدار السندات، فإن هذه التدابير لم تكن كافية لوقف تراجع أسعار خام الحديد، ما يعكس ضعف الاستجابة من جانب الطلب المحلي.