الاقتصادية

الهيمنة الصينية على صناعة السيارات: هل ستنجح الرسوم الجمركية في إضعافها؟

قبل عقدين من الزمن، كانت قدرة الصين على إنتاج السيارات محدودة للغاية، لكن اليوم أصبحت الدولة الرائدة عالميًا في إنتاج وتصنيع السيارات، لتتربع على عرش الصادرات بفضل أسعارها التنافسية وجودتها العالية.

ومع فرض بعض الدول، مثل الولايات المتحدة، رسومًا جمركية إضافية على سياراتها الكهربائية، يثار التساؤل: هل ستنجح هذه السياسات في تحدي الهيمنة الصينية في هذا القطاع؟

أشارت مجلة “كار آند دريفر” في عام 2009 إلى سيارة من إنتاج شركة “بي واي دي” الصينية في معرض “ديترويت”، منتقدة تصميمها وجودتها، لكن المشهد تغير بشكل كبير، وأصبحت “بي واي دي” الآن منافسًا قويًا لشركة “تسلا”.

و في 2024، ارتفع عدد السيارات التي شحنتها الصين إلى 4.7 مليون وحدة، بزيادة ثلاثة أضعاف مقارنة بشحناتها في 2021، مع ملاحظة أن ثلث هذه الشحنات من علامات تجارية متعددة الجنسيات التي تمتلك مصانع في الصين.

انتشار السيارات الكهربائية الصينية على الطرق الأوروبية يشكل تحديًا كبيرًا لشركات صناعة السيارات الكبرى، خاصة وأن معظم صادرات الصين تتركز على السيارات التي تعمل بمحركات احتراق داخلي، والتي تستهدف بشكل أساسي أسواقًا خارج أوروبا الغربية وأمريكا.

أكبر وجهات صادرات السيارات الصينية (في الفترة من يناير حتى أكتوبر 2024)

الدولة

حجم صادرات السيارات الصينية
(ألف مركبة)

روسيا

957.0

المكسيك

386.0

الإمارات

261.0

بلجيكا

247.0

البرازيل

217.0

السعودية

217.0

المملكة المتحدة

167.0

أستراليا

150.0

الفلبين

138.0

تركيا

114.0

 

الشركات الصينية تسعى لتوسيع نطاقها في أسواق جديدة لتجنب الرسوم الجمركية وتكاليف الشحن، وقد نجحت في العثور على أسواق متنوعة حول العالم.

من بانكوك إلى جوهانسبرغ وساو باولو، باتت الشوارع مزدحمة بسيارات منخفضة التكلفة من شركات مثل “بي واي دي” و”شيري”.

تتوسع الصين في تصنيع سياراتها خارج حدودها، حيث تمتلك شركة “بي واي دي” مصانع في دول مثل تايلاند وأوزبكستان، ولديها أيضًا منشآت إنتاج في البرازيل وإندونيسيا والمجر وتركيا.

وفي الوقت ذاته، تخطط شركات أخرى مثل “شيري”، “جريت وول”، “سايك” و”تشانجان” لتوسيع مصانعها في أسواق دولية أخرى.

رغم التحديات التي قد تواجهها السيارات الكهربائية في بعض الأسواق النامية، بسبب نقص محطات الشحن أو شبكات الكهرباء الموثوقة، إلا أن الصين تمكنت من الاستفادة من أسواق هذه الدول التي لا تزال بحاجة للسيارات التي تعمل بالبنزين.

في هذه الأسواق، تعتبر السيارات الصينية بديلاً منخفض التكلفة تلبيةً لاحتياجات المستهلكين، وهو ما يساهم في زيادة حصتها السوقية.

حتى في أسواق مثل الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث تستحوذ “تويوتا” على حصة 17.4% من السوق، تنافس شركات مثل “شيري” و”جيلي” على هذه الحصة، وتمكنت من تحقيق نسب متزايدة.

رغم محاولات الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” الحد من نمو صناعة السيارات الصينية عبر فرض رسوم جمركية، فإن هذه السياسات قد لا تكون كافية لإضعاف الهيمنة الصينية على السوق العالمي.

التوسع الكبير في الأسواق الناشئة وارتفاع الطلب على السيارات الصينية هناك يشير إلى أن الصناعة الصينية ستكون قوة محورية في عالم السيارات خلال السنوات القادمة، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا للشركات الكبرى العالمية التي تسعى جاهدة لتحقيق النمو في ظل هذه المنافسة المتزايدة.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى