موجة تصحيح قوية تضرب الأسهم الأمريكية.. وتوقعات بتقلبات مستمرة في المستقبل

شهدت الأسهم الأمريكية تصحيحًا حادًا هو الأول من نوعه منذ أكثر من عام، حيث أغلق مؤشر “إس آند بي 500” الخميس منخفضًا بنسبة 10% عن أعلى مستوى تاريخي له المسجل في 19 فبراير.
هذا التراجع جاء ليكبد القيمة السوقية للشركات المدرجة في المؤشر خسارة تقدر بنحو 5 تريليونات دولار، مما يعكس تحولًا كبيرًا في معنويات المستثمرين، خاصة بعد بداية العام التي كانت تتسم بتفاؤل كبير بفضل سياسات الرئيس “دونالد ترامب”.
منذ عام 1929، شهد مؤشر “إس آند بي 500” نحو 56 تصحيحًا، منها 22 مرة فقط تحولت إلى أسواق هابطة، حيث تراجعت الأسواق بنسبة 20% أو أكثر عن أعلى مستوياتها. أما في تصحيحاته السابقة، بلغ متوسط التراجع نحو 13.8%.
وفقًا لبيانات شركة “يارديني”، فإن متوسط مدة التصحيح في السوق الأمريكي يبلغ حوالي 115 يومًا. أما التصحيح الأخير فقد استغرق قرابة الشهر منذ 19 فبراير، ليكون خامس أسرع تصحيح منذ الحرب العالمية الثانية، كما أشار الاقتصادي “محمد العريان”.
من جانبه، أشار وزير الخزانة الأمريكي “سكوت بيسنت” إلى أن تصحيح مؤشر “إس آند بي 500” هو جزء من مرحلة صحية للسوق، مؤكدًا على ضرورة مرور الاقتصاد بمرحلة انتقالية مرتبطة بالسياسات التي تهدف إلى تقليص العجز التجاري وتقليل الإنفاق الحكومي.
بحسب محللي “داو جونز”، يتوقع أن يتراجع مؤشر الأسهم الأمريكية بنسبة 13.6% في الموجة التصحيحية الحالية ليصل إلى أدنى مستوياته في 17 مايو، على أن يشهد السوق تعافيًا بحلول سبتمبر.
بينما يتفائل بعض الاستراتيجيين مثل “تالي ليجر” من “ويلث كونسلتينج”، الذين يرون أن الأسوأ قد مر وأن المستويات الحالية تمثل فرصة شراء، يحذر آخرون من استمرار التراجعات.
محللو “دويتشه بنك” يتوقعون مزيدًا من البيع في وول ستريت بنسبة 6% إضافية، نتيجة لحالة عدم اليقين المرتبطة بسياسات “ترامب”.
عادةً ما لا تتحول التصحيحات إلى أسواق هابطة، لكن هذه المرة، تتزايد التوقعات المتشائمة بفعل عدة عوامل مثل بطء الفيدرالي في تخفيف السياسة النقدية، بالإضافة إلى التوترات التجارية المتزايدة وآفاق نمو أضعف للاقتصاد الأمريكي.
تاريخيًا، بعد 12 تصحيحًا في السوق منذ عام 1955، ارتفع مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 14.7% خلال الـ12 شهرًا التالية. ولكن، يحذر المحللون من أن إذا استمرت موجة التصحيح الحالية وتحولت إلى سوق هابط، فإن الأسهم قد لا تعود إلى قمتها السابقة قبل منتصف عام 2027.