ترامب يستضيف قادة صناعة العملات الرقمية في البيت الأبيض لتعزيز الدعم للقطاع

استضاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة، كبار الشخصيات في مجال العملات الرقمية خلال اجتماع في البيت الأبيض، في خطوة تهدف إلى إعطاء دفعة قوية لهذا القطاع الذي لا يزال يسعى لاكتساب الشرعية وسط تحديات تنظيمية.
جاء هذا اللقاء في وقت أصبحت العملات المشفرة جزءًا أساسيًا من أجندة ترامب، خاصة بعد الدعم الكبير الذي تلقاه من مستثمري العملات الرقمية خلال حملته الانتخابية، حيث ساهموا بملايين الدولارات على أمل إنهاء النهج المتشدد الذي تبنته إدارة الرئيس السابق جو بايدن تجاه هذا القطاع.
جمع الاجتماع مستثمرين بارزين وقادة شركات كبرى، بما في ذلك التوأمان كاميرون وتايلر وينكلفوس، مؤسسا منصة “جيميناي”، وبراين أرمسترونغ من “كوين بايز”، ومايكل سايلور، رئيس “مايكروستراتيجي” المعروفة باستثماراتها الضخمة في البيتكوين.
شهد موقف ترامب تحولًا كبيرًا تجاه العملات الرقمية، فبعد أن كان معارضًا لها بشدة، بدأ في دعمها علنًا خلال حملته الرئاسية، بل وأطلق عملته الرقمية الخاصة “ترامب” في يناير، مما أثار تساؤلات حول تضارب المصالح، خاصة بعد ضخ أكثر من 100 مليون دولار من قطاع العملات المشفرة في حملته الانتخابية.
في خطوة أخرى لتمكين العملات الرقمية، عيّن ترامب بول أتكينز، أحد الداعمين البارزين لهذا المجال، رئيسًا للهيئة التنظيمية للأسواق المالية، مما أدى إلى تخفيف الضغوط القانونية على منصات كبرى مثل “كوين بايز” و”كراكن”، التي كانت قد واجهت دعاوى قضائية خلال فترة بايدن.
لم يقتصر دعم ترامب على التصريحات فقط، بل وقع أمرًا تنفيذيًا لإنشاء “احتياطي استراتيجي من البيتكوين” يضم حوالي 200 ألف وحدة من العملة الرقمية، تمت مصادرتها من قضايا قضائية سابقة، ويُقدر حاليًا بحوالي 17.5 مليار دولار.
علق ديفيد ساكس، مستشار ترامب لشؤون العملات الرقمية، بأن هذا الصندوق يعكس دعمًا غير مسبوق للقطاع، معتبرًا إياه بمثابة “احتياطي الذهب الرقمي” للولايات المتحدة.
كما أشار إلى أن الإدارة تسعى إلى توفير بيئة تنظيمية واضحة بعيدًا عن النهج القمعي الذي اتبعته الإدارة السابقة.
اعتبرت إليتسا تاسكوفا، مديرة المنتجات في منصة “نكسو”، أن هذا الاجتماع يمثل لحظة محورية للصناعة، مؤكدة أن قرارات الإدارة الجديدة ستكون حاسمة في تشكيل مستقبل الأصول الرقمية.
في المقابل، لا يزال الجدل قائمًا حول مدى تأثير هذا التحول في السياسة الأمريكية على الاستثمارات في العملات الرقمية، خاصة مع استمرار تقلب السوق والمخاوف من التحديات القانونية والرقابية المستقبلية.