الاقتصادية

كيوساكي : الذهب والفضة كملاذ آمن في ظل الدين الأمريكي المرتفع والتقلبات الاقتصادية

مع ارتفاع الدين الأمريكي إلى أكثر من 36.4 تريليون دولار وعدم الاستقرار الذي يحيط بسياسات البنك الفيدرالي الأمريكي، بدأ العديد من المستثمرين في إعادة النظر في استراتيجياتهم الاستثمارية .

في هذا السياق، أصبح الذهب والفضة محط اهتمام متجدد باعتبارهما أصولًا آمنة. وفقًا لروبرت كيوساكي، المؤلف الأكثر مبيعًا والمستثمر الشهير، فإن هذه العوامل، إلى جانب التغيرات الكبرى في الاقتصاد العالمي، تشجع على الاستثمار في المعادن الثمينة.

يتداول الذهب في الوقت الحالي بالقرب من مستوى قياسي جديد، حيث اقترب من 2800 دولار للأونصة، في حين بلغ سعر الفضة 31.50 دولار للأونصة.

و يشير كيوساكي إلى أن استمرار طباعة النقود وزيادة الدين الأمريكي سيؤديان إلى تراجع قوة العملات الورقية، مما سيساهم في رفع أسعار الذهب والفضة.

وفي حديثه مع موقع Kitco News على هامش مؤتمر فانكوفر للاستثمار في الموارد، أكد كيوساكي: “عندما تواصل الولايات المتحدة طباعة النقود المزيفة، فإن القوة الشرائية للدولار تتراجع. الذهب والفضة لا يصبحان أغلى، لكن الدولارات تشتري أقل.”

شهد الذهب في العام الماضي زيادة بنسبة 20%، وذلك بفضل مشتريات ضخمة من البنوك المركزية، والتضخم، والتوترات الجيوسياسية.

و يعتقد كيوساكي أن الأغنياء يعرفون قيمة الأصول الحقيقية مثل الذهب، بينما يظل البعض الآخر غير مدرك لهذا التوجه. وقال كيوساكي: “الأغنياء يدركون ما هو حقيقي. الفقراء لا يعلمون. هذا هو الفرق”، مشيرًا إلى أنه يحمل عملة ذهبية في يده قائلاً: “هذه أموال حقيقية، أما الدولارات فهي مجرد أوراق.”

و رغم أن الفضة لم تحقق نفس مكاسب الذهب في الآونة الأخيرة، إلا أن الطلب الصناعي الكبير يدفعها إلى الواجهة.

وفقًا لمعهد الفضة، من المتوقع أن يتجاوز الاستهلاك العالمي للفضة 700 مليون أوقية لأول مرة، مدعومًا بالطلب المتزايد من قطاعات مثل الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية والتطبيقات العسكرية.

وأوضح كيوساكي: “الفضة على وشك الانطلاق”، معترفًا بدورها المتزايد في التحول إلى الطاقة النظيفة. وأظهرت بيانات من Metals Focus أن إنتاج مناجم الفضة زاد بنسبة 2% فقط في عام 2024، مما يجعل من الصعب على العرض تلبية الطلب المتزايد.

وأشار كيوساكي إلى الاستخدامات الاستراتيجية للفضة في المجال الدفاعي، قائلاً: “كل صاروخ توماهوك يحتوي على 14 رطلاً من الفضة.” وتوقع أن يؤدي هذا الارتفاع في الطلب إلى دفع أسعار الفضة بشكل كبير، قائلاً: “أتوقع أن تصل الفضة إلى 70 دولارًا. أنا متفائل للغاية.”

في ظل التقلبات المستمرة في الأسواق المالية، يتزايد اهتمام المستثمرين بالذهب والفضة كأدوات للتحوط ضد الأزمات الاقتصادية.

وبدلاً من السؤال عن أسعار المعادن الثمينة، يدعو كيوساكي المستثمرين إلى التركيز على الأصول المادية، قائلاً: “الناس يسألون عن سعر الذهب والفضة، لكن السؤال الأهم هو: كم أوقية تملك؟”

ويؤكد كيوساكي على ضرورة امتلاك الأصول المادية، خاصة في ظل المخاطر الاقتصادية المتزايدة، ويحث المستثمرين على التحرك بسرعة قبل أن يصبح الأوان متأخرًا.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى