خبراء: الطاقة النووية هي الحل الأمثل لمواجهة التحديات الاقتصادية للمغرب
أكد الخبير في مجال الفيزياء النووية والخبراء المتخصصون في الرقابة النووية على ضرورة أن يكون للمغرب استراتيجية واضحة في استثمار تقنيات الطاقة النووية، التي تظل غائبة عن الساحة السياسية بالرغم من الإمكانيات الكبيرة التي توفرها في مختلف المجالات التنموية.
و في هذا السياق، نبه الخمار المرابط، المسؤول البارز في الهيئة الوطنية للرقابة على الأنشطة النووية، إلى أن غياب القرار السياسي في هذا المجال يحرم البلاد من فرص كبيرة للنمو، ويعوق معالجة القضايا الحيوية التي يواجهها المواطن المغربي.
وفي محاضرة علمية نظمها منتدى كفاءات إقليم تاونات في الرباط، تحت عنوان “التقنيات النووية والرقابة الوطنية”، أكد المرابط على ضرورة التسريع في اتخاذ قرارات استراتيجية لتعزيز استخدام التقنيات النووية في المغرب.
ومن أبرز هذه الخطوات، إنشاء مفاعلات نووية في البلاد. وأضاف أن استخدام الطاقة النووية يسهم في حل العديد من المشكلات التي يعاني منها المغرب، مثل التحديات في القطاع الفلاحي.
وأشار إلى أن التقنيات النووية توفر بدائل فعالة وآمنة لمبيدات الحشرات الضارة، التي تُستخدم في الزراعة ولكنها تضر بالبيئة وصحة الإنسان.
وأضاف أن الطاقة النووية تتيح إمكانية معالجة هذه القضايا دون التأثير السلبي على الطبيعة أو الحياة البشرية، وبالتالي تساهم في حماية الاقتصاد الوطني من خسائر كبيرة.
واستعرض المرابط خلال محاضرته أهمية الطاقة النووية في العديد من المجالات، مثل إنتاج الطاقة النظيفة، والطب النووي، والصناعة، مؤكدًا على أن الاستخدام السلمي لهذه الطاقة يمكن أن يكون محركًا رئيسيًا للتنمية المستدامة.
ولفت إلى ضرورة وجود أنظمة رقابة قوية لضمان تطبيق المعايير الأمنية والسلامة النووية بشكل فعال، مشيرًا إلى أن المغرب رغم تقدمه في هذا المجال مقارنة ببعض الدول، إلا أنه ما زال بحاجة إلى المزيد من الجهود لتحقيق التقدم المأمول في هذا الصدد.
وفي ختام محاضرته، دعا الدكتور المرابط إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والهيئات الحكومية من أجل رفع مستوى الوعي بالعلوم النووية وتنمية الكفاءات المحلية، مشددًا على ضرورة تبني تقنيات الطاقة النووية تدريجيًا وبطريقة متوازنة تضمن أعلى مستويات الأمان مع الاستفادة من فوائد هذه التقنيات.