البنتاغون يحظر الوصول إلى روبوت الدردشة الصيني “ديب سيك” بعد مخاوف أمنية
كشف مسؤول عسكري رفيع المستوى أن موظفي وزارة الدفاع الأميركية ربطوا أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم بخوادم صينية للوصول إلى روبوت الدردشة الجديد الذي طورته شركة “ديب سيك” الصينية، لمدة يومين على الأقل، قبل أن يتدخل البنتاغون لحظر الوصول إليه.
ووفقًا للمصادر، تحركت وكالة أنظمة المعلومات الدفاعية التابعة للبنتاغون في وقت متأخر من يوم الثلاثاء لمنع الوصول إلى موقع “ديب سيك”، بعد أن أثار مسؤولو الدفاع قلقهم من استخدام الموظفين في البنتاغون لنموذج الذكاء الاصطناعي الصيني.
ويُذكر أن سياسة الخصوصية الخاصة بشركة “ديب سيك” تنص على تخزين بيانات المستخدمين على خوادم في الصين، ويخضع استخدام هذه البيانات للقانون الصيني.
في يوم الأربعاء، ظهرت شاشات في البنتاغون تحمل تحذيرًا يقول: “تم حظر الموقع لأسباب تشغيلية”، ولكن بحسب المسؤول العسكري، كان لا يزال بإمكان بعض الأشخاص الوصول إلى “ديب سيك”.
ولم ترد وكالة أنظمة المعلومات الدفاعية على طلبات التعليق.
أحدث روبوت الدردشة الذي طورته “ديب سيك” بأقل من 6 ملايين دولار زلزالًا في الأسواق العالمية في وقت سابق من هذا الأسبوع، مما أثار تساؤلات حول المبالغ الضخمة التي تنفقها الشركات الأميركية الكبرى على بنية الذكاء الاصطناعي.
وقد لاقى النموذج إعجابًا من كبار التنفيذيين في مجال التكنولوجيا، مثل مارك أندريسن، حيث تصدر التطبيق مؤخرًا قائمة الأكثر تحميلًا على متجر “أبل”.
ومع ذلك، أثار النموذج الصيني مخاوف أمنية بشأن كيفية التعامل مع بيانات المستخدمين المخزنة في مراكز البيانات الصينية. وقال المسؤول العسكري إن فرق تكنولوجيا المعلومات في البنتاغون لا تزال تحقق في كيفية استخدام الموظفين لنظام “ديب سيك” من خلال المتصفح.
في خريف 2024، بدأ بعض أفراد الجيش الأميركي في تنزيل إصدار سابق من “ديب سيك” على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، لكن لم تثر تلك التنزيلات مخاوف فرق الأمن التابعة للبنتاغون في ذلك الوقت، نظرًا لأن الرابط بالصين لم يكن واضحًا.
ومع إطلاق الإصدار الجديد، أُطلقت حملة داخل بعض القطاعات العسكرية لإزالة التعليمات البرمجية الخاصة بـ”ديب سيك” من أجهزة الموظفين. على الرغم من ذلك، استخدم الآلاف من موظفي وزارة الدفاع “ديب سيك” عبر منصة “Ask Sage” للبرمجيات المعتمدة، التي لا ترتبط بالخوادم الصينية.
اختلفت ردود الفعل داخل القطاعات العسكرية الأمريكية بشأن استخدام “ديب سيك”. فقد حظرت البحرية الأميركية في يوم الجمعة استخدام النموذج، بسبب المخاوف الأمنية والأخلاقية المتعلقة بأصول النموذج واستخدامه.
وفقًا لشبكة “سي إن بي سي” الأميركية، قالت المتحدثة باسم البحرية لورين تشاتماس إن البحرية قد وضعت إرشادات ضد استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر في العمل الرسمي، بما في ذلك “ديب سيك”.
من ناحية أخرى، لا توجد إرشادات محددة لدى وزارة القوات الجوية بشأن النموذج، لكنها تحظر استخدام المعلومات العامة الحساسة في الأنظمة التجارية للذكاء الاصطناعي التوليدي دون الموافقات اللازمة، وفقًا لما ذكرته المتحدثة باسم القوات الجوية لورا ماك أندروز.
أما الجيش الأميركي فقد أصدر في يونيو 2024 تحذيرات من “تحديات فريدة” تتعلق بالخصوصية والأمن والتحكم في المحتوى الناتج عن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، داعيًا القيادات إلى تطوير عمليات حوكمة مناسبة مع تقليل حظر استخدام هذه الأدوات بشكل مباشر.
في الوقت نفسه، يناقش بعض أفراد الخدمة الآن إمكانية إصدار سياسات جديدة لحظر نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الصينية بشكل صريح، وفقًا للمراسلات التي اطلعت عليها “بلومبرغ نيوز”.