الاقتصادية

ارتفاع الذرة واستقرار الصويا وسط تأثيرات قرارات الأرجنتين والصين

شهدت أسعار الذرة ارتفاعًا خلال تداولات اليوم الثلاثاء، بعد جلستين متتاليتين من الخسائر، في حين أغلقت عقود فول الصويا على استقرار إيجابي، وسط متابعة الأسواق لقرار الأرجنتين بخفض الضرائب على صادرات الحبوب، مما يعزز التوقعات بزيادة الإمدادات من الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية.

أوضح أحد المتعاملين في جنوب شرق آسيا أن الأسواق تتوقع زيادة الصادرات الأرجنتينية، مما قد يؤدي إلى ضغوط هبوطية على الأسعار.

وأضاف: “كانت الأسعار قد ارتفعت في السابق بسبب المخاوف من سوء الأحوال الجوية، إلا أن الأسواق تتخلى الآن عن بعض المكاسب السابقة”.

ويرى محللون أن قرار الأرجنتين المفاجئ بخفض ضرائب التصدير سيحفز تدفقات الحبوب إلى الأسواق العالمية، كما قد يشجع على زيادة الإنتاج في المدى الطويل، مما يعزز مكانة الأرجنتين كمصدر رئيسي لفول الصويا والذرة والقمح. ومن المرجح أن يؤدي ارتفاع الإمدادات الأرجنتينية إلى زيادة المنافسة مع المصدرين الرئيسيين، مثل الولايات المتحدة.

تعاني الأرجنتين من طقس حار وجاف خلال الأسابيع الأخيرة، مما أدى إلى تراجع توقعات المحاصيل وارتفاع أسعار الذرة والصويا عالميًا.

وكانت بورصة الحبوب في بوينس آيرس قد خفضت الأسبوع الماضي تقديرات العائد لمحاصيل فول الصويا والذرة، وسط توقعات بأن الأمطار الخفيفة المقبلة لن تكون كافية لمعالجة الجفاف بشكل كبير.

أما في الولايات المتحدة، فقد أدى الطقس القاسي إلى ارتفاع أسعار القمح، حيث ذكرت مجموعة “كوموديتي ويذر” أن موجة الصقيع الأخيرة قد تكون قد ألحقت أضرارًا تصل إلى 15% بمحصول القمح الشتوي في بعض مناطق السهول والغرب الأوسط.

وساهمت موجة الهواء القطبي، التي غطت معظم أنحاء الولايات المتحدة مؤخرًا، في خفض درجات الحرارة بشكل حاد في مناطق إنتاج القمح التي شهدت شتاءً قليل الثلوج، مما يثير القلق بشأن الإنتاج الأمريكي.

و في تطور آخر، كشف مسؤول زراعي برازيلي أن الصين قررت تعليق استيراد فول الصويا من خمس شركات برازيلية لمدة شهرين، بعد أن فشلت شحناتها في تلبية معايير صحة النبات المطلوبة.

وتم اتخاذ هذا الإجراء في 8 و14 يناير، مما أثر على عمليات تصدير تمثل أكثر من 30% من إجمالي شحنات الصويا البرازيلية إلى الصين خلال عام 2024، والتي بلغت أكثر من 73 مليون طن متري. ومع ذلك، لم يشمل التعليق جميع الوحدات التابعة لهذه الشركات.

و أظهرت البيانات التنظيمية أن المستثمرين الكبار عززوا صافي مراكزهم الطويلة في عقود الذرة الآجلة ببورصة شيكاغو خلال الأسبوع المنتهي في 21 يناير.

كما أظهر تقرير التزامات المتداولين الصادر عن لجنة تداول العقود الآجلة للسلع أن المتداولين غير التجاريين، بما في ذلك صناديق التحوط، قاموا بتقليص صافي مراكزهم القصيرة في عقود القمح، وخفضوا صافي مراكزهم الطويلة في فول الصويا.

أداء العقود الآجلة للحبوب

الذرة: ارتفعت العقود الآجلة للذرة تسليم مارس بنسبة 0.7% لتصل إلى 4.85 دولار للبوشل.
الصويا: سجلت العقود الآجلة لفول الصويا تسليم مارس ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% لتبلغ 10.45 دولار للبوشل.
القمح: شهدت العقود الآجلة للقمح تسليم مارس ارتفاعًا بنسبة 1.8% لتصل إلى 5.45 دولار للبوشل.

و تتأثر أسواق الحبوب العالمية بمجموعة من العوامل، من بينها التغيرات السياسية والاقتصادية في الدول المصدرة الكبرى، إضافة إلى الظروف المناخية القاسية.

وبينما تؤدي قرارات الأرجنتين إلى زيادة المنافسة العالمية، يظل الطقس المتطرف عاملاً رئيسيًا في تحديد اتجاه الأسعار في الأشهر المقبلة.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى