المغاربة يتصدرون قائمة المشترين الأجانب في سوق العقارات الإسبانية في 2024
في عام 2024، تصدر المغاربة قائمة المشترين الأجانب في إسبانيا ليصبحوا القوة الرئيسية في هذا القطاع الحيوي. وفقًا لجمعية المحافظين الإسبانية لسجلات الملكية، سجلوا 5.452 عملية شراء عقارية خلال النصف الأول من العام، متفوقين بذلك على الرومانيين (4.388 عملية) والإيطاليين (4.332 عملية).
يشير هذا التوجه إلى استراتيجية شراء دقيقة تستهدف العقارات ذات الأسعار المعقولة، حيث بلغ متوسط السعر 738 يورو لكل متر مربع، وهو اختيار يتسم بالاقتصادية مقارنة بالمبالغ المرتفعة التي يدفعها المشترون من جنسيات أخرى، مثل السويديين (3.330 يورو/م²) والأمريكيين (3.247 يورو/م²).
وتتركز معظم هذه المشتريات في المدن الثانوية أو المناطق المحيطية، مما يعزز من الوصول إلى عقارات سكنية بتكلفة أقل.
توجه المغاربة نحو العقارات السكنية يعكس تطورًا اقتصاديًا واجتماعيًا ملحوظًا في اندماجهم داخل المجتمع الإسباني.
فقد أصبحوا يشكلون أكبر مجموعة من المشترين الأجانب في معظم المناطق الإسبانية، باستثناء بعض المناطق مثل غاليسيا ومدريد، مما يساهم في تشكيل ملامح جديدة لسوق العقارات في إسبانيا.
تتزامن هذه الزيادة مع الاتجاه العام لارتفاع نسبة عمليات شراء العقارات من قبل الأجانب، والتي مثلت 14.8% من إجمالي المعاملات في 2024. وفي الربع الثاني من نفس العام، تم تسجيل 21.700 عملية شراء، وهو ما يعكس حركة قوية في السوق، خاصة في المناطق الساحلية مثل مالاغا وفالنسيا.
في ضوء هذا الطلب المتزايد، تدرس الحكومة الإسبانية اتخاذ تدابير لتنظيم السوق، بما في ذلك فرض ضريبة بنسبة 100% على شراء العقارات من قبل المواطنين غير المقيمين من خارج الاتحاد الأوروبي.
ورغم أن هذه الإصلاحات تركز على المشترين غير المقيمين، فإنها قد تؤثر أيضًا على المقيمين الأجانب، بما في ذلك المغاربة، الذين أصبحوا الآن من اللاعبين الرئيسيين في السوق العقارية الإسبانية.
لم يعد المغاربة في إسبانيا مجرد مشتريين ثانويين، بل أصبحت استراتيجيتهم في شراء العقارات ووزنهم الاقتصادي من العوامل الحاسمة في تشكيل مستقبل السوق الإسبانية.